الإفطار ضروري عند شعور المريض بالهبوط

عضو أساسي

سوريا
عدد الأيام منذ الإنضمام: 1054
معدل المشاركات في اليوم: 98.11

09:59 - اليوم معلومات عن العضو رد على الموضوع بإضافة نص هذه المشاركة أرسل رسالة خاصة لهذا العضو لفت انتباه المشرف الى هذه المشاركة
من الضروري الإكثار من الفحص المنزلي وقياس سكر الدم خلال اليوم،
من الضروري الإكثار من الفحص المنزلي وقياس سكر الدم خلال اليوم،
مع بدء شهر رمضان، قد يعتقد البعض ان الصيام مفيد بالنسبة لمرضى السكر، خاصة لو تمكنوا من اتباع أسلوب غذائي صحي، بيد ان الأمر ليس بهذه السهولة. فقد ينصحون بالإفطار ليس لصعوبة الصيام عليهم فقط، بل للأضرار التي يسببها على صحتهم.
شدد الدكتور عبد النبي العطار، استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر، على قاعدة إمكانية صيام معظم مرضى السكر، لكن بشرط استقرار الحالة وإمكانية تعديل خطة العلاج لتتلاءم مع خصوصية رمضان. لذا على المريض استشارة الطبيب قبل الصيام بعدة أسابيع، ويفضل بشهر على الأقل قبل رمضان لمناقشة الحالة وتعديل علاجه ونظام تغذيته وتوفير جميع الإرشادات الطبية.
بدأ د. العطار حديثه قائلا:
- لا بد من استشارة الطبيب، والاقتناع والثقة بما ينصح به لكونه الأكفأ في تقدير قدرة المريض على الصيام. كما انه يعي فضل رمضان وجواز الإفطار للفئة التي يصعب عليها أو يضرها، ويعرف ان الإفطار سيكون على ذمته. فإن نصحك المعالج بالإفطار، فذلك نتيجة تأكده من عدم قدرتك عليه.
قواعد عامة
وأشار د. العطار إلى قواعد العامة حول صيام المصابين بالسكر:
- مريض السكر من النوع الثاني المعالج على أساس تنظيم التغذية وممارسة الرياضة: يمكنه الصيام، بل قد يكون مفيدا له إن ساهم في تخفيض الوزن.
- مريض السكر من النوع الثاني المعالج بتنظيم الغذاء والأقراص الدوائية: لا بد من مراجعة الطبيب قبل الصيام بمدة لتقييم حالته واستقرار معدل السكر بدقة. وإن أجيز له الصيام فيجب تعديل خطة علاجه (غالبا ما يقتصر ذلك على تعديل مواعيد اخذ الأقراص ونظام الوجبات).
- مريض السكر من النوع الثاني المعالج باتباع نظام غذائي وخطة علاجية تتضمن اخذ أقراص وجرعة واحدة من الأنسولين: من ناحية المبدأ يمكن لمعظمهم الصيام، لكن بشرط مراجعة الطبيب لتعديل خطة العلاج والجرعة ونظام التغذية.
- مريض السكر من النوع الثاني المعالج باتباع نظام غذائي وعلاج يتضمن أقراص وحقن أنسولين متعددة: يعتبر الصيام مضرا له، لكونه سيعاني من اختلال معدل سكر الدم خلال الصيام (سواء ارتفاع أو هبوط حاد) وهو أمر خطر على صحته. لذا فالقاعدة العامة هي نصحه بالإفطار، لكن لكل قاعدة شواذ، فقد يستثنى من معدل سكرهم مضبوط %100، ان حرصوا على المراجعة الدورية مع الطبيب والطاقم الطبي.
لكن يجب المراجعة قبل الصيام بمدة لوضع نظام علاجي مناسب، كما ان صيامه يتطلب مجهودا ودعما مستمرا من الفريق الطبي، وهو أمر صعب وغير متوفر للجميع.
- مريض السكر من النوع الثاني يعاني من مضاعفات مرضية مثل الفشل الكلوي، اعتلال القلب أو الشرايين ومشاكل أخرى: ينصح بعدم الصيام، ليس نتيجة لإصابته بداء السكر، بل لمضاعفاته الخطرة على صحته.
- مريض السكر من النوع الأول المعالج بجرعات متعددة من حقن الأنسولين: القاعدة هي ضرر الصيام، لذا ينصح بالإفطار لتلافي مضاعفات الهبوط والارتفاع الخطرة. لكن يمكن لبعض الحالات المستقرة الخاصة ان تصوم تحت إشراف دقيق ومتابعة مستمرة. وحتى يتمكنوا من الصوم بأمان يحتاجون لدعم مستمر من تخصصات طبية مساندة مثل اختصاصي السكر والممرضة التثقيفية واختصاصية التغذية وبشكل شبه يومي، وهو أمر يتطلب مجهودا من الشخص والطاقم ومن الصعب توفيره لجميع المرضى. فيما ان صيامه دون الحصول على هذه الخدمات يعرضه للخطر، لذا ينصح بالإفطار.
- مريض السكري المعالج باستخدام مضخة الأنسولين: لو كان معدل سكر الدم منتظما، يمكنه الصوم بعد استشارة الطبيب، وإن كان الأمر لا يخلو من المجهود والصعوبة.
- مريض السكر من النوع الثاني أو الأول الذي يعاني عدم استقرار معدل سكر الدم: بالرغم من تناوله العلاج، لا ينصح نهائيا بالصيام. حيث لا يمكن السيطرة على حالته أثناء الإفطار، فكيف أثناء الصيام؟
للصيام بأمان
ينصح د. العطار من أجيز لهم الصيام بعدة إرشادات حتى يمكنهم الصيام بأمان، وهي كالآتي:
- الأهم مراجعة الطبيب وطاقم عيادة السكر، واستمرار المتابعة أثناء الصيام. خاصة إذا شعر المريض بخلل أو أراد المساعدة لتحديد الوجبات المناسبة وكمية الكربوهيدرات المناسبة لجرعات الأدوية.
- تنظيم الوجبات والحرص على التوازن بين الجرعة العلاجية وكمية الكربوهيدرات التي تحتويها الوجبات (بلا إفراط وتقصير).
-الاهتمام بتناول وجبة سحور كافية وفي وقت متأخر بقدر المستطاع، للوقاية من حالة هبوط السكر الخطرة.
- الاستعداد النفسي للإفطار عند الشعور بأعراض الهبوط، حتى لو قبل وقت الفطور بخمس دقائق.
- الاحتفاظ بعصير أو تمر أو سكاكر في الجيب أو الحقيبة، حتى تكون في متناول اليد، لتناولها فور الشعور بأعراض الهبوط.
- تعتبر ممارسة الرياضة والحركة أمرا مفيدا جدا، لكن يجب ان تتم بعد الإفطار وليس قبله.
- ضرورة الإكثار من الفحص المنزلي وقياس سكر الدم خلال اليوم، خاصة قبل فترة الإفطار، حتى يكتشف الشخص حدوث أي انخفاض في سكر الدم. فالبعض قد لا يشعر بالأعراض إلا بعدما تسوء حالته كثيرا، نظرا لفقدان الجسم الإحساس بها.
- يفضل ويشجع المريض على الإكثار من شرب الماء.
الهبوط أو الارتفاع.. أمر وارد
من الوارد ان يواجه مريض السكري حالة الهبوط أو الارتفاع الحاد في سكر الدم خلال فترة الصيام. وهو أمر لا يمكن تفاديه إلا لو حرص الشخص على أمرين وهما: الاتزان بين جرعته العلاجية وكمية ما يتناوله من كربوهيدرات، وتقنين ما يبذله من جهد خلال الصيام.
ولسبب من الأسباب فقد يكون الأمر صعبا في بعض الحالات. ونظرا لذلك، لا بد من تثقيف من حول المريض (أفراد الأسرة والأصدقاء) بكيفية التصرف أثناء نوبة، وطريقة إعطاء حقنة الجلوكجين ان احتاج إليها.
15 غراما فورا عند الهبوط
عند شعور المريض بأعراض الهبوط، عليه أولا أن يسارع الى فحص الدم لقياس معدل السكر. فإن تعذر ذلك، يجب تناول الكربوهيدرات فورا باستخدام قاعدة الـ 15 غراما. وللتوضيح، يوفر تناول 3 حبات من التمر أو قطعة سكر أو ملعقة سكر كبيرة مذابة في الماء أو نصف علبة عصير ما يساوي 15 غراما فورية من الكربوهيدرات.
بعد ذلك يجب الانتظار ربع ساعة فإن لم تتحسن الأعراض، يتناول 15 غراما ثانية من الكربوهيدرات. وللتذكير، من الخطأ ان يقبل البعض على تناول كمية كبيرة من الكربوهيدرات عند الشعور بالهبوط، فذلك يعرضهم للإصابة بنوبة الارتفاع الشديد، وهو خطر على الجسم.
سبب الارتفاع:
الارتفاع أمر وارد خلال الصيام، وسببه:
- نتيجة هبوط سابق.
- خلل في تناول الجرعة العلاجية أو إهمال إتباع خطة العلاج.
- زيادة كمية الغذاء وما يحتويه من كربوهيدرات في الوجبات بشكل كبير.ص

الهبوط مرحلتان
يمر الهبوط بمرحلتين:
- المرحلة الأولى: مرحلة إفراز الأدرينالين.
نتيجة لهبوط سكر الدم، تبدأ الخلايا الموجودة في الغدة الكظرية بإفراز الأدرينالين الذي يحفز الكبد على إفراز السكر (جلايكجين). لكن ذلك يتسبب أيضا في ظهور أعراض تنبه المريض مثل ارتجاف اليدين وخفقان القلب والتعرق والتعب الشديد والجوع وفقدان القدرة على التركيز. وفي هذا المرحلة يجب التسارع بتناول جرعة من الكربوهيدات لأنها تتدهور سريعا.
- المرحلة الثانية، التعتيم العصبي.
إن تجاهل المريض أعراضه المبدئية، أو لم يشعر بها نتيجة تعود الجسم على حالة انخفاض معدل سكر الدم وبالتالي فقدانه الإحساس بها، تتدهور قدراته الذهنية نتيجة انخفاض نشاط الدماغ، فيقل تركيزه وقدرته على الحركة والتحدث، وينخفض وعيه تدريجيا إلى ان يدخل في مرحلة الغيبوبة. خطورة هذه المرحلة هي ان عدم علاجها سريعا يسبب دخول الشخص في الغيبوبة ومضاعفات صحية مثل التشنج والوفاة.

صيام الحامل المصابة بالسكر
حول امكانية صيام الحامل المصابة بالسكر قال العطار:
- هناك فئتان من الحوامل المصابات:
- الحامل المصابة بالسكر التي يعتمد علاجها على التنظيم الغذائي: في حالة عدم وجود مضاعفات صحية أخرى يمكنها الصيام، لكن مع اتباع الإرشادات الطبية. أما لو كانت تعاني من مضاعفات مرضية فتنصح بالإفطار.
- الحامل المصابة بالسكر التي تعالج بجرعات من حقن الأنسولين: لا تنصح بالصيام أبدا للحفاظ على صحتها وصحة الجنين وامن خطة العلاج. فهي تحتاج لجرعات أنسولين متعددة ونظام غذائي محدد ودقيق يعتمد على تقسيم وجباتها إلى 6 وجبات صغيرة.

أعراض هبوط السكر
- الإحساس بخفقان القلب
- رعشة اليدين
- تعرق شديد
- إحساس شديد بالجوع
- فقدان القدرة على التركيز
- الإحساس بالتعب والإرهاق الشديد
سببه:
- زيادة معدل الحركة التي يقوم بها الصائم في رمضان: قد تنشغل المرأة في المطبخ أو تتسوق صباحا أو تتمشى مع الأهل على البحر، مما يجعل جسدها يبذل مجهودا ويحرق سكر الدم.
- انخفاض كمية ما يحتويه الغذاء من كربوهيدرات، وقد ينتج ذلك عن أمرين: إما تقليل كمية الطعام خلال فترة الإفطار أو تقليل ما تحتويه الوجبة من كربوهيدرات. فالجرعات العلاجية توضع على أساس نظام غذائي معين. وعادة ما توضع على أساس هضم الشخص ما يتراوح بين 150 إلى 250 غراما من الكربوهيدرات، وإن لم يتناول هذه الكمية فسيصاب بالهبوط.

إيقاف الأنسولين خطر
نبه د. العطار إلى ملاحظته أمرا خطرا، وهو إيقاف البعض لحقن الأنسولين، وقال:
- يوقف البعض العلاج بحقن الأنسولين ليتحول إلى العلاج بالأقراص من دون استشارة المعالج. وقد يرجع ذلك لكونها أسهل وابسط خلال رمضان. ولكن ما يجب ان يدركه المريض، هو إن وصف الطبيب لحقن الأنسولين يستند على حقيقة ان جسمه لم يعد يتجاوب مع الأقراص ويحتاج لها. وهنا تكمن الخطورة، فالمريض يتناول الأقراص من دون الحقن معتقدا أنه يعالج السكر، فيما ان حالته في الواقع تزداد سوءا يوميا، ومعدل سكر دمه يظل مرتفعا طوال شهر رمضان.
والمشكلة ان ارتفاع السكر لمدة 30 يوما (شهر رمضان) تعتبر مدة طويلة نسبيا، مما يسرع ظهور المضاعفات ويزيد من شدتها. وعليه لا تظهر المضاعفات بوضوح على المدى القصير، لكنها تظهر على المدى البعيد، وتشمل مضاعفات صحية خطرة، مثل: انسداد الشرايين واعتلال القلب وفشل كلوي والجلطة القلبية أو الرئوية ونزيف العين وتآكل أعصاب القدم وتآكل الأعصاب اللاإرادية الداخلية.
وعليه اشدد على ضرورة مراجعة المريض للطبيب إن أراد تغيير خطة العلاج أو لاحظ ارتفاعا مستمرا في سكر الدم.