حبي لربي ولرسولي عضو مميز
1012 25/03/2010 31 العمل/الترفيه : كرة القدم و المطالعة
| موضوع: جلباب أبي.. الأحد 06 يونيو 2010, 3:43 pm | |
| حسام الطفل الصغير, سعيد بما حوله من خضرة وزرقة تؤطران حدود ناظريه الصغيرين. بجلباب ابيه الطويل كان متمسكا سائرا في اثر خطاه السريعة. كانت الطريق ترابية موشحة بالحصى الصغيرة, وحسام بقدميه الحافيتين يتعثر بينها من غير ألم. فقد كان غارقا في تأملات لذيذة أسقطت من حسابات حواسه الغضة كل الحوافز الحسية الملموسة, فيصبح رابطه بمحيطه, رابط سمع و بصر منطلقين بغير قيود بين عوالم سرابية صاغتها قوانين عقله البريء, حيث كل الحواجز والحدود ملغية, وكل الممنوع مسموح , وحيث كل الأحلام حية ممكنة لها وقع وطعم وملمس خاص لا يقاوم.
واذ انتصفت الشمس وسط القبة الزجاجية, فقد كان وقت الراحة قد أزف. عند ظل كرمة مسنة افترشا التراب مجلسا لهما. أخرج الأب اللفافة وراح يفضها في أناة فيما حسام متسلقا الكرمة بحثا عن ثمارها الرطبة. بقطع الخبز الأسود و ثمار التين الناضجة وقربة ماء, كانت الوجبة مهيأة.
بتلذذ راح حسام يلوك قطع الخبز الصلبة بعد أن يغمسها بالماء, ثم يتبعها بقضمة من فاكهة التين.
كان لا يزال مبحرا بين بحور عوالمه, غير متسائل البتة عن الوجهة او المهمة التي هو في الطريق اليها مع والده منذ مطلع الفجر. واذا بوالده يلكزه بمرفقه معلنا استئناف المسير الطويل. نهض حسام وتأمل الطريق الطويلة أمامه كأنه يراها لأول مرة. أحس بالتعب في أطرافه, وموجة من الألم تتسرب من أقدامه في تصاعد ممض. تبخرت عوالمه السحرية في لحظة كي يجد نفسه في واقع بائس.
أرسل نظرات استغاثة الى والده لكن عبثا, فلم تجد تجاوبا من وجه صلب الملامح قاسية التعابير لا حياة فيها. عنذئذ خرج حسام عن صمته بسؤال متأخر واجف..
- الى اين نحن ذاهبان؟...
بدون أن ينظر خلفه أو ان يتوقف أجابه والده باقتضاب..
- الى شيخ القرية المجاورة..
- وماذا ستطلب منه..
- البركة...
وقف حسام برهة يفكر في عبارة والده الأخيرة ثم سأل مجددا..
- أ لا تؤخذ البركة من الله...
هنا استدار الأب في سرعة مفاجئة نحو حسام ثم رازه بنظرات حادة جلته ينكمش رعبا..
- من أين سمعت هذا الكلام؟..
- من أستاذ القرية..
اقترب الأب من وجه الصبي ثم حدجه بنظرة جعلت الدم يتجمد في عروقه ثم قال في تثاقل بارد..
- وماذا قال لكم أستاذكم أيضا؟..
تلعثم الصبي وأحجم عن الكلام,غير أن صفعة على خذه كانت كفيلة كي تفك عقدة لسانه..
- قال أيضا...قال...أن شيخ القرية...مجرد دجال...هئهئهئهئه..
ثم انخرط في موجة بكاء مرير..
حينها أكمل والده مسيره في الطريق ثم قال بالهدوء البارد ذاته..
- اذا...اعتبر نفسك منذ الساعة مفصولا عن المدرسة...
ثم تابع خطواته الوئيدة على الطريق الترابي, وصدى وقعها على الحصى تصدح في كل مكان..
وحسام بنظرات دامعة حائرة وجلة, يتأمل الخضرة الباهتة حوله, وزرقة الأفق الموغلة في غبش كئيب وبارد, جعلت كل ما كان ممكنا محالا, وأحلامه مجرد فقاعات صابون ملونة انفجرت كلها دفعة واحدة في وجهه الصغير...ليعم السواد ليغطي كل شيء, سوى وقع خطوات ابيه التي ظلت عبر السواد المحكم ترن وترن...
| |
|
AZZO مــــــ عــام ــراقب
5236 29/01/2010 30 الموقع : songsong6472 العمل/الترفيه : طالب
| موضوع: رد: جلباب أبي.. الأحد 06 يونيو 2010, 3:44 pm | |
| مشكووووووووووووووور قصة رااااااااااائعة | |
|