قصة قصيرة بقلمي هدية لكل حزين وكل محتار

في سكون اليل وروعة الصمت،
أمشي غريبا وحيدا منكسر الفؤاد،
مشدود الذهن، لا أرى إلا موضع قدمي...
هناك كان ما لا يخطر على بال،
انكشف من بين ثنايا الظلام قمر مضيئ ووجه مشرق،
...فسبحان من سواه
يمشي الهوينا... عليه أثر التدمر والحزن،
التقت الأعين، وقبل ذالك الأرواح، فكان ما سيكون...
هاهي ذي المسافة تتقلص شيئا فشيئا، نحو من اطمئن القلب لرؤيته
رغم عدم معرفته والجهل بحاله،
لكن قساوة الأيام.
ومعاناة المنكوبين.
وظلم ذوي القربى.
وحََََد بين هؤلاء فصاروا كالجسد الواحد يتعلل بعضهم ببعض، وجعلت راحة البعض
في لقاء البعض....
تم اللقاء بإلقاء التحية،
فكان أن أجابت بخير منها، فانشرح الصدر
وودت لو رافقتني ورافقتها إلى مكان يحلوا فيه السهر
لأفرغ عليها معانتي وهي بدورها،...
حتى نعود وقد انقشع الظلام وزال الألم
ترددت قليلا
ثم سألتها:
أي أختاه أراك حزينة كئيبة،
أنا جارك في الحي، ولعل جلوسنا لبعض الوقت قد يمحوا ما بك من ظلم الزمان وغدره،
فما رأيك؟
هدأت قليلا
ورمقتني بنظرات كأنها تحاول من خلالها كشف حقيقتي ونواياي
ثم ابتسمت بعد ذالك ابتسامة وأومأت برأسها بالموافقة
فاتجهنا نحو حديقة بالحي قد عدت لمثلنا،
ومن حاله كحالنا..
رغم صغرهذه الحديقة، إلا أن أشجار النخيل قد أضفت عليها رونقا وجمالا
ناهيك عن الأزهار الحمراء والصفراء والبنفسجية والمختلطة
نسيمها قد طوق المكان برداء الجمال والسكون،
تبادلنا النظرات في صمت....
ثم قلت لها:
من الغريب والخطر أن تخرجي في هذا اليل وحدك، وأنت جميلة ولطيفة وأنيقة،
فما هو هذا الشر الذي ألم بك يا ترى؟
وحطم قيودك ونلت حريتك...
فكان الجواب مبدوءا بآهات لو سمعتها جبال الهملايا لتزعزعت أركانها
وهد شموخها،
وشرعت في بكاء مرير ما شعرت إلا وانهمرت معها في البكاء،
فبكيت لبكائها...
وقلت في نفسي:
ليتني ما سألت
لكن كانت قطرات الدموع هاته سببا كفيلا بتغير الحال،
فما انتهت إلا بعد حين
فساد الصمت والهدوء..
ورفعت رأسها وقالت:
أتدري يا صديقي:
أنني فقدت لذة البكاء لسنين طويلة،
منذ ماتت أمي رحمها الله،
وأنا في الرابعة ابتدائي، فصرت حجرا صلدا لا يتزعزع لا لمصيبة ولا لألم،
حتى فارقني الجميع، واتهموني بالقسوة والجفاء،
بعد ضياع طفولتي بين امرأة لا تعرف للأمومة قدرا ولا للحنان أثرا،
عانيت معها الأمرين ،القمع والضرب وتكسير الشخصية وتوجيه السب والشتم والتهديد
حتى أني لا أجيب عن اسألة والدي إلا بما تعلمني إياه من أساليب الكذب والإفتراء
فكان الأب بعيدا عن الواقع المر،
فصرت لا أطيق الجلوس معه لأني لا أستطيع إخباره بشيء
ولا يجمعني معه ما يجمع الأب بابنه من صحبة ورحمة وتحقيق لرغباته وبناء شخصيته
حتى صديقاتي في الحي لم يعد لهن رغبة في لقائي،
لأني بعيدة كل البعد عن حالهن ونشاطهن فمتى فكرت في أن ألهو قليلا،
يفسد اللعب لأن الحزن ألم به
فأنصرف إلى حال سبيلي
وهكذا بلغت هذا السن كما ترى
ففكرت أن أهجر العالم بأسره بما فيه والدي
الذي أكن له التقدير والمحبة والإحترام
لأرتمي في بحر من الظلمة،
فالكل يهون ويسهل بعد فراق زوجة الأب الشريرة
لكن الله رحيم...
يعلم حالي، فقادني لأول أمر أظنه مفتاح الفرج،...
وإن كنت لا أعرف عنك شيئا لكنك جعلتني أبكي وبكيت لبكائي
فأنت الأن الأمل الوحيد والنور المنبعث في عالم الظلم والظلمات
فاقبل كل الشكر مني والثناء
وليكن ما تراه وتستحسنه،...
فراودني شعور غريب
شعرت أن لا حاجة لأحكي معاناتي فقد اندثرت بعد ما سمعت ما سمعت
والحال أن كلينا يعاني ظلم ذوي القربى
وقد قال القائل :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة **على النفس من وقع الحسام المهند.
فرثيت لحالها،
ومضت الأيام....
حتى قدر مقدر الأقدار،
فكانت لي زوجا،
وامتلئ البيت بالسعادة
تحت ظل صبيين كاالقمر ليلة البدر فعم السرور وزال الألم وانكشف الغطاء.
بقلم محب يسعد لسعادة الغير ويحزن لحزنهم وفي انتظار ردودكم والسلام عليكم ورحمة الله

» قلب حزين عليك يافلسطين
» ااااااااااااااااااااااااك.......عضو حزين
» اهداء لكل حزين عاش قصة حب مؤلمه