اختار
غالبية الجزائريين التفاؤل بدل اليأس في المواجهة المصيرية للخضر أمام
الإنجليز، فرغم صعوبة اللقاء وقوة الخصم إلا أن الكثيرين أكدوا أن كرة
القدم ليست معادلة رياضية، ولا مكان فيها للمنطق، فالكرة هي الفاصل وكل
الاحتمالات واردة، في مقابلة الخسارة فيها ممنوعة لكلا الفريقين، وكأس
العالم عودنا على الكثير من المفاجآت، سيما وأن لقاء الجزائر أمام ألمانيا
لم يُمح من الذاكرة. وسط
جو من التفاؤل المصحوب بالخوف والحذر، خرج الشارع الجزائري من حالة الحزن
والإحباط التي خلفتها نتيجة المواجهة الأولى للخضر أمام سلوفينيا. فبعد
الانتقادات التي وجهها المواطنون لرفقاء زياني، إثر الهزيمة المرة في
المباراة الأولى، فضل الكثيرون تجديد الثقة في "الأفناك"، الذين طالما
صنعوا أفراح الجزائريين ونالوا شرف تمثيل العرب في أهم حدث رياضي عالمي،
فالكل أجمع على أن الخضر قادرون على صنع المفاجأة، إذا ما وثقوا في أنفسهم
ولعبوا بروح قتالية، فالمنتخب الوطني حسب السيد حميد (40 سنة) من القبة،
يملك من الإمكانيات الفردية والجماعية ما يؤهله لمواجهة مشرفة أمام
الإنجليز، الذين ظهروا بوجه متواضع في مقابلتهم الأولى ضد أمريكا، مضيفا
أن المقابلة تلعب لمدة 90 دقيقة، والفريق الذي يحسن إدارة المباراة هو
الأجدر بالفوز، خاصة وأن الإنجليز معروفون باستماتتهم في اللعب، فهم
يملكون أهم بطولة في العالم، ورغم هذا فإن يبده ورفقاءه متعودون على
الطريقة الأوروبية في اللعب، مما سيجعلهم أمام منافس معروف .
يا سعدان.. أدخل بودبوز وعبدون وكفاك من "السوسيال"!أبدى
غالبية الجزائريين امتعاضهم الشديد للتغييرات التي أجراها سعدان في
المقابلة الأولى، مطالبين بإقحام مهاجمين قادرين على التسجيل وإنهاك دفاع
الخصم.. فنور الدين من العاصمة قال "شاهدت فيديو اللاعب الموهوب بودبوز،
وزادت حينها حسرتي، لماذا يا سعدان تفعل هذا بالشعب الجزائري، والله ما
نستحق منك هذا الأمر.. تأخرت كثيرا في جعله من العناصر الأساسية في
التشكيلة، وأنا الذي زاد من غضبي غزال، فوالله فرحت لما لمس الكرة بيده
وخرج ببطاقة حمراء، أنا جد متفائل بفوز الخضر (1-0)، وثقتي كبيرة في
بودبوز وعبدون لإحراز الفوز والتقدم. وفي نفس السياق قال سفيان من الجزائر
"أدت المجموعة مباراة في القمة إلا أن تغييرات المدرب لم تكن منطقية
والكرة خانتنا، وبالنسبة للإنجليز فدفاع رفقاء ستيفن جيرارد ضعيف للغاية،
وهم يتحركون فقط في وسط الميدان ويحسنون التسديد نحو المرمى، لذا يجب على
لاعبينا ألا يكثروا في التمثيل، بل يجب عليهم التسديد نحو المرمى بالكرات
الأرضية". ويضيف محمد 30 سنة من المقرية "الأخطاء التي وقعنا فيها كانت
بسبب المدرب.. كيف نفوز في مقابلة بدون هجوم كاسح، وإذا بقينا في حالة
دفاع فقط فمن أين يأتينا الفوز!!؟ كل حسابات سعدان خاطئة، وعليه تدارك كل
الأخطاء التي وقع فيها مع السلوفان، لأن إنجلترا هي الأخرى تريد الفوز".
العبوا بالطريقة الجزائرية وستهزمون الإنجليز كما قهرتم الألمان عاد
الكثير من المواطنين إلى المباراة التي تمكن فيها رفقاء بلومي وماجر من
الفوز على الألمان، في مقابلة تارخية، مؤكدين أن السيناريو يمكن أن يتكرر
مع الإنجليز، فعبد الرحمن قالها وهو منفعل "يا شبان أنتم صغار.. ثقوا في
قدراتكم.. العبوا على الطريقة الجزائرية، بالروح العالية القتالية
والاندفاع بقوة نحو الهجوم، أكثروا من الولوج إلى داخل منظقة 18 مترا،
لأننا لو بقينا نلعب بخطط سعدان ـ اللا عب المدافع في زمانه وبقي مدربا
مدافعا في كبره ـ لا نجني شيئا، شاهدوا لقاء الجزائر ألمانيا، وتفننوا في
الإرادة الفولاذية، حققوا النتيجة التاريخية التي تنتظرها أمة كاملة وليست
الجزائر، فقط كونوا سريعين ولا تبقوا باللعب البارد الذي صار ميزتنا بعد
أن كان الكل يخاف من سرعتنا، العبوا لأجل الأمة وليس لأجل نهائي كأس
العالم، أثبتوا شخصيتكم وقدراتكم، برهنوا لمن انتقدوكم أن المنتخب كان
ينقصه فقط مدربا شجاعا.. لا يجلس في مكانه طيلة اللقاء.. في وقت، أكبر
المدربين في العالم ينتفضون ويغيرون ويوجهون.. العوا على الطريقة
الجزائرية، الكرات القريبة السريعة الخاطفة، وابذلوا المجهود.. شاهدوا
كوريا واليابان والسرعة والخفة، وكفانا من كلمة "إصابة" التي صارت عنوان
الجزائر قبل كل منافسه. لأننا فهمناها جيدا: وهي التحضير للفشل.. خطتكم هي
إرادتكم والإضافة والنتائج تأتي لوحدها" وأضاف جمال 44 سنة من حسين داي
قائلا: "كرة القدم ليست معادلة ولا كلاما، ولكنها لعب وأداء فوق المستطيل
الأخضر، والفريق إذا كان في يومه فباستطاعته أن يفوز، فالحالة النفسية
للفريق هي من أكثر العوامل الصانعة للفوز، فالضغط سيكون كبيرا على
الإنجليز، وهم معروفون بلعبهم الخشن، مما يدفعهم لارتكاب الكثير من
الأخطاء التي يجب على لاعبينا أن يستغلوها للتهديف" وأضاف حكيم 33 سنة من
حسين داي "ثقتنا كبيرة في المنتخب الوطني وفي سعدان أيضا، أنا متأكد أن
الخضر سيظهرون بوجه مشرف أمام الإنجليز، وإذا ما تمكنوا من تسيير ذكي
للمباراة فالفوز سيكون حليفنا 1-0 عليه فقط إقحام بودبوز وعبدون اللذين
يتميزان بخفة الحركة وقوةالتسديد" ويضيف كريم من بئر خادم "أكيد أن المهمة
صعبة للغاية، ولكن هذه وسيلة ليثبت الفريق الوطني جدارته، وهو جزء من
المشهد الكروي المميز فإن شاء الله الفوز لنا بالتأكيد، وكما أتوقع بأن
الإنجليز سيكون نصيبه مثل نصيب الألمان أيام الهمم الماضية، على سعدان
إقحام بودبوز وعبدون وعدم إقحام من تبين عقمهم البين في التسجيل، فقد
كرهنا من التمييز والسوسيال".