معاناة صباحية

موضوع: معاناة صباحية السبت 19 يونيو 2010, 6:11 am

فتحت
عيوني وذراعي عندما أردت أن أتنفس نسمات تتداخل فيها نفحات الطمأنينة ،
كانت الشمس تغزل خيوطها في ذلك الصباح المشرق بنور الأمل ، لاحت أمامي صور
أحلامي منذ سنين ، متجهاً نحو القدر راجياً إن ترسمه أفول اللحظات بعيداً
عن ملاذ الحزن والخيبة ، تلك المرأة جالسة كل صباح متلفعة بعصابة سوداء
،لا يظهر منها إلا القليل ، تخترق نظراتي يومياً ، تتحدث بلغة البراءة
وتمسك سلالم العون عبر أشرعة الحذر والخوف من مآل يجتث مثواها العذري ، ما
زالت عبراتي تخنقني ، أحكمت مسيري وطأطأت رأسي و أثكلت ممشاي ، لعله هدير
الأنين أقحمني على حين غرة حينما استفقت وأنا عيوني تتجرد من غطائها
الروحي وتبصر لثوان عوز من اشتد فاقته وأرغمته على تذليل حياته بهوان
السؤال ، وكلما حدقت أكثر كلما ظنت إن في جعبتي الكثير وكأني احمل في
جيبي أضخم بنوك العالم ، وفي الجيب الأخر حساب مفتوح لسد حوائج المعاقبين
على حياتهم ، هؤلاء الذي نبذتهم الحياة بفعل البعض مقابل الجلوس على جثث
الأموات وامتلاء صناديقهم بثروات الحب والدناءة ، لكن في الحقيقة لم يكن
يحمل جيبي إلا محفظتي التي وضعت بداخلها بعض المال ليوصلني إلى جامعتي ،
وهناك شفرة على هيئة بطاقة أيضا ، هي ليست لفك خزنات الأموال بل هوية
الكلية التي دعتني أحوالي وأبعاد إدراكي إليها للقبول فيها بحكم رب العباد
، مددت يدي أتوجس في شفتيها لغة الحرمان وفقدان الأمل وحمل الأسى على
أعتاب بقاياها المتلاطمة بين موج مخافة الذلة وزوبعة الموت جوعاً لا عطشاً
، فهناك مقولة قرأتها على احد الكتب ، لا يموت الفقير عطشاً في الغالب ،
لان المياه موجودة في كل مكان ولكنه قد يموت جوعاً ، لكني عاينت
قسماتها وجدت عشطها يطفح بين ثنايا العيون ، وفي الحقيقة أول مرة اكتشف إن
للعطش أنواع ، عطش نذود عنه بجرعة ماء وهناك العطش إلى حياة ناعمة تتخللها
وئد المحبة ومذاقات البهجة بعيداً عن ذل السؤال ومعانقة الشظف ، وأخيرا
وجدت شيئاً من المال ، اعزمت ان اضعه في صندوقها ، مع محبة خفية في أعماقي
أطلقتها عبر فضاءات خيالي بدعوات روحي وجوارحي ان تنتهي معاناة تلك المرأة
في القريب ، تركتها تلهج بكلمات لم اكن ادرك منها شيئاً لكن هناك نغمات
هبت على كياني وأثلجت قلبي المتقد بنار القلق (( ربي ينجحك ويوفقك وليدي
)) كم كان لها وقعاً على نفسي وكم كنت مشتاق للنجاح ، شعرت بالدفء بعدما
فقدته بفعل انخفاض درجات الحرارة باكراً ، كم كنت بحاجة لدعوة تفك كربي
وتوشح بارقة الأمل بالروح ، أنها دعوة صادقة من شخص محتاج لقلب محتاج .. ألتفت إليها وتحت مآق العيون دموع تنبض بالحياة وقد آن أوانها لترفد الوجود ، ابتسمت وأكملت مسيري بعدما استنشقت العطش المعنوي بالقرب من تلك المسكينة .

بقلمي اللحظة

» قصة معاناة أم بسبب ولدها
» قصة معاناة أم من زوجة ابنها واتابعو معي ماذا كان جزاء هذه الأم البريئة