مها فتاة جميله في عمر الزهـور وكما قلنا بسبب إصابتها
بهذا المرض المزمن والذي لازمها منذ أيام طفولتها منذ أن كانت طفلة جميلة بريئة تريد أن تمرح وتغرد كالأطيار
كأقرانها من الأطفال أن تبتليها ألا يحق لها ذلك؟!
فهي منذ أن أصيب بهذا المرض وهي لا تستطيع أن تحيا حياة طبيعيـة كبقية الخلق وإن كان لها ذلك فتكون تحت مراقبة لأطباء وعلقم الأدوية.
وكبرت مها وكبر معها مرضها وأصبحت شابة جميلة فهي إلي جانب جمالها كانت تتمتع بالأخلاق العالية والتمسك بالدين
والفضائل
وبالرغم من مرضها فكانت حريصة على تلقي العلم والدراسة من منهل العلوم
الذي لا ينضب بالرغم مما كان يصيبها أحيانا بل غالبا من نوبات المرض
الحادة التي كانت تقعدها طريحة الفراش لأيام طويلـة.
ومع مرور الأيام
شاءت الأقدار أن تجمعها مع شاب خلوق كان قد رآها في المستشفى عندما كانت
هناك لتلقي العلاج في أحد المرات وبالرغم مما سمعه عن مرضها وخطورته إلا
أنه أحبهــــــــــــــــا منذ الوهلة الأولى التي رآها فيها وقام بالتقدم
لخطبتها بسرعـة فهي لا ينقصها شيء إلا الصحة وإن كانت أهم شيء ولكن
لماذا؟ألا يحق لها أن تحب وتتزوج وتنجب أطفالا يملئون حياتها حبا وسعادة
كالأخريات؟
وهكذا مرت الأيام والشهور وكشفت لها عن مدى حب هذا الشاب
وإخلاصه لها فهو قد أعطاها كل ما تريده من حب ومودة ورحمة ودعم مادي
لتواصل علاجها في أحسن المستشفيات العالم والأهم من ذلك الدعم المعنوي فقد
وقف
بجانبها وخفف عنها كثيرا حقا يا له من شاب صالح قلما أن
نجد أمثاله في هذا الزمــان.
ودارت دائرة الأيام بسرعة وبدأت الاستعدادات لحفل الزفاف
والانتقال لمنزل الزوجية فقد وعدها خطيبها بحفل أشبه بليله من ليالي ألف ليله وليله.
وقبل
موعد الزفاف بأيام ذهبت مها مع خطيبها لمشاهدة فستان الزفاف الذي كان
لايزال عند محل الخياطة كان الفستان معلقا في واجه المحل وقد كان آية في
الجمال والذوق
الرفيع لا أحد يعلم ماذا كان شعور مها عندما رأته كان
قلبها يرفرف جدا ليس بسبب الفستان بل كانت سعيدة بأجمل لحظات الحياة التي
سوف تلتقيها بعد أيام قصيرة كانت تشعر
في قراره نفسها بأن الحياة بدأت تضحك لها بدأت ترى الجانب المشرق منها.
ارتدت مها الفستان الأبيض لتجربة فظهرت به كـالملاك الأبــــــــيض الجميل فقد كان عليها رائعا وجمالهـا البريء قد
زاده روعة وحسناء وبهاء, سوف تكونين أجمل عروس
رأيتها في حياتي يا عزيزتي ,هكذا قال لها خطيبها عندما رآها
بالفستان,فابتسمت مها ابتسامة عريضة وردت علية قائلة: بل سأكون أسعد عروس في الدنيا لأنها ارتبطت بشاب مثلك.
ومع
أن الفستان كان رائعا إلا أنه بحاجة لتعديل بسيط فتركته مها عند محل
الخياطة واتفقت مع صاحبة المحل أن تعود له في اليوم التالي, إلا أن صاحبه
المحل اعتذرت بلطف وودعتها
بأن الفستان سيكون جاهزا وعلى أحسن ما
يرام بعد ثلاثة أيام ,بالتحديد في يوم الزفاف صباحا ,ومرت الأيام الثلاثة
بسرعة جدا, وجاء يوم الزفاف اليوم المنتظر ,استيقظت مها منذ الصباح الباكر
فهي أصلا لم تنم في تلك الليلة, كانت الفرحة لا تسعها فهي الليلة سوف تزف
إلي أحسن شباب الخلق,اتصل بها خطيبها وأخبرها أنه سوف يذهب بعد نصف ساعة
لمحل الخياطة لإحضار الفستان لترتديه وتجربه مرة أخرى حتى تتأكد من ضبطه.
وذهب
خطيبها بسرعة لمحل الخياطة .وكان يقود سيارته بسرعة جدا, كان يسابق الريح
من فرحته وسعادته بهذه المناسبة التي هي أغـــــلى وأثمن مناسبة لدية
بالتأكيد ولدى مها كذلك.
وفجأة بسبب سرعته القوية انحراف في مساره عن
طريق وانقلبت به السيارات عدة مرات,وفي الوقت الذي كانت فيه سيارة الإسعاف
تنقله للمستشفى ولكن بعد فوات الأوان فمشيئة الله فوق كل شيء فقد كان قد
فارق الحياة.
كان جرس الهاتف يرن في محل الخياطة كانوا يسألون عنه
فأخبرتهم صاحبة المحل بأنه لم يأت بعد فقد تأخر لم يطلبوه عن ليسألوه عن
سبب تأخره في إحضار الفستان لكنهم طلبوه ليخبروه بأن مها قد انتابتها نوبة
المرض المفاجئة ونقلت على إثرها المستشفى بسرعة ولكن المرض هذه المرة لم
يمهل نونو كثيرا كان رحيما بها كان لا يريدها أن تتألم وتقاسي وتعاني أكثر
ما عنته طوال فترة حياتها القصيرة.
فبعد دقائق من ذلك جاءهم نبأ خبر وفاة ابنهم الشاب من المستشفى وبعده بلحظات نبأ وفاة مها على إثر هذه النوبة.
وظل الفستان معلقا على واجهة المحل لم يلبس ولن يلبس الأبد وأصبح يحكي قصة مها الحزينة لكل من راه ويسأل عن صاحبته.