الخيانة والنتقام.... عملتان بوجه واحد
في
صباح يوم الخميس كان آخر الايام في مدرستي بهذا اليوم ينتهي الدوام
المدرسي وتأتي العطلة الصيفية التي يصطاف بها الناس على البحر أو في
الجبال أو بأي مكان يعجبهم ولكن بالنسبة العطلة هي نهاية وقت الدراسة
وبداية وقت العمل
مع أبي في احدى محلاته.
أي يعمل كتاجر لاكسسورارت الألبسة وكنا نملك آلتان قص ليزر فهكذا كانت بداية أبي في عمله الجديد ,
و قرر أبي أن يضعني كعامل مع صديق له كان يقوم بالاشراف احدى محالنا التجارية الثلاث ,فقررت العمل معه
واصبحنا
انا وذلك الشاب كالأخوة واكثر فأنا اخبره جميع اسراري وذلك الشاب يحدثني
عن كل ما يهمه ,واصبح كل من يرانا يظننا أخوة فعلاً بسبب شدة العلاقة بيني
وبينه ,والشخص كان يدعى أحمد والشيء الذي جعلنا نقترب من بعض أكثر هو
معرفتي به سابقاً , ومرت الأيام وبدأت أشعر بتغيير أصاب صديقي أحمد
فأصبح يطلب منب ان لا أحضر للعمل, ولكني كنت احضر فهذا المحل لأبي ولكن
احمد كان المسؤول عنه, وعند عملي طلبت من احمد أن يعلمني كيفية العمل على
الآلة ولكنه لم يخبرني واصبح يحاول ان يبرر لي السبب وهو خوفه ان أخطأ
بشيء ما ولكني لم أكن أصدقه ورغم ذلك استمرت العلاقة القوية بيني وبينه
واصبحت لا أكترث إن تعلمت العمل على الماكينة ,أولا فهو كان يقول لأبي اني
اعمل بشكل جيد, بالمقابل أنا كنت اعمل فقط الأشياء الغير مهمة جداً, فهذا
ما كان يريده أحمد,
ولكن
في يوم من الأيام طلب مني ابي أن أٌقوم بتشغيل الآلة لوحدي دون مساعدة أحد
فهنا وقفت دون حراك لأني لا أعرف كيفية عملها أصلاً, فصرخ أبي بوجهي وقال
لي: لك شهرين هنا ولا تعرف كيف تقوم بشتغيلها؟
فأجبته:
أحمد لا يعلمني لا أدري ما السبب , فاتصل ابي بأحمد وسأله , فأجابه أحمد:
فيصل لم يطلب مني من قبل أن اعلمه, ولو طلب مني لكنت علمته, وهنا قام أبي
بالصراخ بوجهي واصبحت أبكي من شدة الانزعاح الذي أصابني.
وعند صبيحة اليوم التالي ذهبت لأحمد وسألته: لماذا قلت هذا الكلام لأبي؟ فأجابني: لا تحزن فكنت مضطر لهذه الإجابة,
فسألته
لماذا انت مضطر؟ فأجابني لكي لا يطرده أبي وهنا علمت أنه كان يخاف أن
يعلمني كي لا يطرده أبي ويضعني مكانه بالعمل وذهبت بسرعة, وأخبرت أبي بما
حصل, فاتصل أبي باحمد وطمأنه انه يريد شراء آلة ثالثة لكي اعمل عليها .
ولكن
أحمد بقي على ما هو عليه ولكنه لم يظهر ذلك امامي وبقي الود مستمر بيني
وبينه, حتى جاء ذلك اليوم الذي لم أتوقعه وهو عندما اتصل أحمد بأبي وقال
له: بأني لا أعمل أبداً واصرخ بوجهه دائماً واقوم بطرد الزبائن الذي لا
أحبهم ولكن حدث كل هذا دون علمي, فجاء أبي للمحل وقام بضربي أمام الجميع
واخذني معه ,ولكن لحسن الحظ أن أخي كان بجانبه عندما اتصل به أحمد وسمع كل
الكلام, واخبرني به, وهنا جاء دافع الانتقام لدي وبعد فترة عرفت أني أبي
قد باع تلك الآلة لأحمد بسعر رخيص لكي يعمل عليها بنفسه ويصنع ما يريده
بعرق جبينه, رغم أنه قام بسرقة المال من أبي وسرق مبلغ كبير ولكن أبي
سامحه لا أدري لماذا أبي سامحه وباعه الآلة بأقل من نصف سعرها الحقيقي
,وهنابدات أخطط لكي أذهب إلى محله لتدمير شيء في الالة تبلغ قيمته 2000
دولار, وبدأت بالاتصال ببعض الاشخاص الذي ينفذون هذه المهمات , وفعلاً
اتفقت معهم واقترب اليوم الموعود ولكن قبل يوم واحد جاء أبي لعندي وقال لي:
(يا بني إن قام بإيذائك يوماً ما لا ترد عليه بنفس الطريقة بل رد عليه بالطريقة الحسنة حتى يشعر بخطأه ويعتذر)
وهنا
عرفت بان أبي عرف بما أريد فعله, ولم يرغب بمنعي بالقوة لأنه مسبقاً يعرف
أني مظلوم, وقام بالصراخ على أحمد وحذره بأن لا يعيد ما فعله مرة ثانية,
ولكن هذا لم يطفئ النار الذي بقلبي ولكن عندما قال لي أبي ما ذكرته سابقاً
شعرت بالخطأ الذي سأرتكبه, فاتصلت بمن كانوا يريدون تنفيذ ما طلبت ,وقلت
لهم بأن لا ينفذوا وان يعودوا لمنازلهم وينسوا ما طلبته منهم فهذا كان
الحل المناسب, ولكن منذ ذلك اليوم تقريباً منذ عامين لم أعد أتصل به, أو
حتى ألقي السلام عليه, ورفضت أن تعود الأخوة بيننا والسبب أنه قام بخيانة
واشعال نار الفتنة بيني وبين أبي ,وقبلها بين أخي وصديقه, لذلك قررت
الابتعاد عنه مطلقاً ومنذ ذلك اليوم أمر بجانبه حتى دون النظر اليه واحمد
الله أني لم أقم بتلك الخطوة اللعينة وفعلاً كما ذكر أخي علاء
الانتقام هو سم الحياة التي نعيشها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
دمتم على محبة الله واعدكم بتقديم الأفضل