...ابني ضاع مني

آلسلـآم عليكـم و رحمة آلله و بركآتـه
صبآحكم و مسآئكم / خير إن شآء الله ..~
وحآلكم بأحسن حآل ..
والحمد لله ..!~
اهلا وسهلا بكم
متنية أن ينال إعجابكم

في
مستشفى المجانين كانت هناك امرأة تصرخ وتقول ابني ضاع مني ابني ضاع مني
فكانت تثير استغراب الزوار و ذات يوما اتى زوار ومن فضولهم سألوا عن قصتها
فكان هناك طبيبها الذي اجابهم عن تساؤلاتهمفأخبرهم انا كان لها ابن يدعى ايمن ولكنه توفى فزادوا حيرتا وقالوا من أيمن هذا فأجابهم كان أيمن شاب عمره ثلاث عشرة سنة يدرس الثانية إعدادي مع والديه يسكن في منطقة ريفية وله اخ أصغر منه تعلم من والديه الاحترام وتربى احسن تربية اخلاقه حميدة مجتهد في دراسته كان ولد يتمناه الجميع ولكن للأسف هذا الولد أهمله والديه فأمه كانت مدرسة تقضي معظم و قتها في المدرسة وعند عودتها تعود

مرهقة
متعبة فلا تسأل عن أحد وذهب لتنام أما أبوه فكان مديرا لشركة يعمل فيها
ليلا نهارا نادرا ما يعود الى بيت فلا يسال عن البيت أبدا وأخوه كان صغيرا دائم اللعب مع اصحابه أما هو فبقي في بيت بين التلفاز والحاسوب يختنق فليس له أصدقاء يخرج معهم أو يلعب

معهم حجز نفسه في غرفته نادرا ما يتحدث مع شخص دائم الابحار في أحلامه كثير تخيلات قيد نفسه بصمت كان يخنقه فلم يستطع التنفس فأهمل دراسته وراح يكلم الحجر ويغازل القمر وأسر نفسه في داومه من الوحدة يصرخ ولا احد يسمع صراخه فوالديه بعيدان

عنه بعد النجم يموت امامهما ولكن عينهما كانتا مغمضتين لم يحاولوا فهمه او تقرب منه كان دائما يعاتبنه على تصرفاته ويطالبونه بتفسير كانه في سجن فيه السجان لا يرحم بحث عن صديق حقيقي في هذا الزمن فكان كمن يحفر قبره

وهو يبحث يوما غاضبا مستاء التقى بطفل بعمره تماما تبدوا البراءة عليه ولكن عيناه كانتا تشعنا مكرا وخبثا فمد يده لأيمن

فكانت كيد لملك الموت تمسكه وتأخذه بعيدا عن هذه العوالم كلها

ففي
لحظة حزن وضعف قبل أيمن مصادقة ذاك الغريب وصارا صديقا فكان دائما التجوال
هنا وهناك كان مختلفين تماما احدهما ملاك والاخر شيطان وكالعادة لا يمكن
لهذه الصداقة ان تتم الى اذا ضحى احدهما وتخلى عن شخصيته ومن كان يحتاج
صديقا اكثر من أيمن فمع مرور

الزمن تغير أيمن وصارا حقودا انانيا صار كقطاع الطرق يدخل الى البيت في ساعات متأخرة ينام في الخارج ووالديه لم يلاحظ غيابه المتكرر حتى
اتى ذاك اليوم عاد ابوه من العمل في ساعة متأخرة فبينما هو بحقيبته يدخل
الى البت لمحه قادم مع صديقه فدخل فوجد والده هناك غاضبا فقال
له ساخرا ماذا بك الم ترني في حياتك فنزعج الاب وثار غضبا من تظن نفسك
؟انت في بيتي يا هذا الا تعرف القواعد الم تتعلم الاحترام كلمات
كانت قاسية على ايمن الذي لم يحتملها فخرج من البت غاضبا نحو صديقه الذي
بنفسه اعطه جرعة من المخدرات فكانت زائدة فكن نعم الصديق له فقد اراحه من
وحدته ومن هذا العالم فقد كان سببا في موته

فلما تناولها احس انه طير يرغب في تحليق فراح يجري في طريق فاتت سيارة مسرعة فصدمته فراه ابوه على الارضي فأسرع اليه اما صديقه

فر هاربا من شدة الخوف وعلى أوتار حزينة وجد الأب ابنه ميتا فحضنه

بحزن شديدا وهو يحضنه سقطت من جيبه ورقة قد كتب فيها أحلامه فحملها الاب وقرأها وبدأ يبكي بحرقة لأنه لم يحاول يوما فهمه اما امه فقد جنت عند سماعها الخبر وجلست تصرخ ابني ضاع مني