ــ أحببت! و ليس حبي بحب ولهان عاشق لفتات, أحببت! فخالج قلبي شعور مستنبط من خفقان قلبي فإحمرت وجنتاي لما رأته عيناي, فحبي هو لوطني و خجلي كان لخيبة أملي فقد أكثرث المدح و طغى على لساني لدرجة جعلتني أصف أبناء جلدتي برجال الغد " و حاشى الرجال ".
فعندما تنحط الدنيا لتذيقك مرارة خيبة الأمل, فالسواد يطغى على نظراتك للدنيا و ما فيها لدرجة تفقد الأمل في حب عيشها للحظات, و تعاود القول " أعوذ بالله هو خالقي و مميتي لأستريح من هموم الدنيا و عجائبها" , و اليوم سأحكي عن أعجوبة عربية محضة ,لم تذكر قط لا في كتب "Guiness" للأرقام القياسية أو حتى في كتب الأساطير و مهولات الدنيا , الحديث عن تعلقنا بحضارات غربية لم تزدنا سوى ذلا و نحن جعلناه دلالا ,فأصبحت الأنثى رجلا في زمان غاب فيه الرجال, هي تدرس و تكد , و الرجال تتزين و تلبس الحلي لتغادر البيوت بحثا عن فتيات شبيهات بهم " و حاشى الرجال",كان هذا حال صفوان في سن المراهقة, فكان يقتني الألبسة الغربية بشتى أنواعها حتى و إن كان شكلها و مضمونها أنثويا, لم يهمه قط, و إن عاتبوه " يعيد عقارب الساعة للحديث عن إختلاف الأجيال " , و في غرفتها: فاطمة! الشقيقة الكبرى لصفوان, لازالت تدرس رغم إنتصاف الليل و إقتراب موعد النوم.
إستقيظت فاطمة على وقع صدى أغاني " الروك " المرتفع ذويها من غرفة صفوان, فتوجهت لتطلب منه خفض الصوت, و ما كان إلا أن عاتبها, و قال " أنا رجل البيت فتأدبي في الحديث" ,و ما كان إلا أن توجهت لتفطر و تحمل حقيبتها ذاهبة للمدرسة. دق الجرس معلنا موعد الإستراحة " العاشرة صباحا" و بالنسبة لها كان موعد إنتهاء الفصل, فخرجت فإذا بعينيها تقعان على شاب بعمر أخيها يحمل سجارة, ' تقترب , تقترب.. '!!! من ؟؟ صفوان ؟؟, أتتسكع لأجل التدخين بلباسك المشين و تهمل دراستك ؟, فمضى غير مكثرث لكلامها.
مرت السنين, و صفوان راسب , راسب!! و تقلدت فاطمة أعلى المناصب, و سار بقية الرجال على خطى صفوان, إلا قليلين ساروا على درب أبائهم الرجال, محرري الأوطان و رافعي علم البلاد و دين الإسلام و العروبة... .
جيل ولى و آخر يولي, و من له حفيد فهو شاهد على الحقبة الجديدة,و طبعا , الطفل يسير على خطى أبيه كما يقال " ولو قيل في هذا الزمان ": الطفل يسير على خطى أمه لكان أفضل ما قيل, ليشهد حفيد صفوان على زمان تحكمه النساء الرجال, فأفيقوا يا من أوهمتم الأزياء, و إرفعوا رأس العروبة و الإسلام, بسلاح إسمه الدراسة و القرآن, فكل العلم هو بكتابه سبانه و تعالى , و كلي ثقة في أنكم لاحظتم أن أرفع النقاط هي للإناث " في مختلف المجالات " , فهل ستحكمكم النساء ؟؟ و تكتب في كروت هويتكم " ربة بيت ؟؟ " .
و كختام للقول : تحيا جماعة النساء و هنيئا لهم الإجازات, أما الرجال فمرحبا يا بيوت و أثاث, سنعمل على رعاية الأطفال و هن يشقين لأجل أن نقتات.
و كل إحترام للفتيات, و ليس قمعا لهم أو ما شابه, و إنما أسعى لإيقاظ الضمير الميت للرجا