انــــــــــــــــــــــــــــه أبـــــــــــــــــــــــي
لم يغب يوماً عن بالي ذكره لم أتصور يوماً أني سأبتعد عنه!!
رائحة سيجارته هي بخور الصباح, قهوته بقليل من السكر لها مذاق خاص كنت ارتشف قليلاً مما تبقى(مشان يصرلي شوارب), صدقوني لا يوجد ألذ من ذلك.
رغم اقترابه من الستين فرشاة الأسنان صديقته اليومية وحلاقة الذقن هي مبرمجة في الأسبوع مرتين هو الشاب الأنيق رغم تقدمه في السن.
تربطني مع أبي علاقة حميمية أكثر من بقية أخوتي, هي علاقة أعرفها منذ تعلمت كيف أمشي, لا يخرج إلا وأنا معه نفهم على بعضنا بضغطة من يده التي لا تفارقني, هو فقد البصر من أيام طويلة ولكنه أمتلك أكثر من غيره قوة البصيرة ورجاحة العقل.
تلك الصورة الجميلة لا تُمحى من ألبوم ذكرياتي
أبي يوقظني في كل صباح عيد (قوم الله يرضى عليك) تلك الجملة الرائعة مع تكبيرات العيد أصبحت مزيجاً يتخطى كل أنواع الروعة والعظمة.
عيد رمضان كان من أروع الأعياد فما يكاد ينهض من سريره الخشبي إلا ويطلب الفطور بعد معاناة طويلة من الصوم, أكثر ما كان يحب قطعة لحمة مشوية على الغاز(أي من عند الفطور), بعدها نخرج إلى الجامع تعلمت أن أُكَبر مثله هكذا حتى نصل ومن بعدها إلى المقبرة ومن ثم يبدأ مسلسل الزيارات الدبلوماسية بين الأهل والأقارب.
صدقوني كان عقب كل صلاة يدعي دعاء من أجمل ما سمعت : اللهم حببنا بعضنا, كان لا ينسى أحداً من قراءة الفاتحة ويذكرهم اسماً اسماً.
لولاه ما عرفت أن الحياة ليست مفروشة بالورود, لولا نصائحه لما وصلت إلى الذي أنا فيه, هي مجرد مشاركة وجدانية تذكرت فيها أبي فقد اشتقت إليه كثيراً
أدام الله آباءنا وأمهاتنا وهداهم إلى الخير.
ــــــــــــــــــــــــــــ
شكراً يا من تلهمني كل شيء