(( أغذية للوقاية من هشاشة العظام ))`

نبدأ على بركة الله



الشاى الأخضر والأسمر والزنجبيل والقرفة والحلبة مع أكل بذورها فى مشروبها الساخن والعرقسوس والكمون.

ولقد أظهر المستهلك فى العالم اهتماما كبيرا بمثل هذه المعلومات التى حددت له أنواع الأغذية الصحية، والتى قد تفيد فى علاج بعض أمراضه، فأقبل على شراءها وازداد معدل استهلاكه منها، وهكذا أصبحت الأغذية الصحية والعلاجية تتصدر أهم اختيارات المستهلك فى تكوين وجباته اليومية، بل وتؤثر بشدة على تغير نمط استهلاكه الغذائى.

وبالتالى أصبح مجرد ذكر الفوائد الصحية لأى غذاء أو لمنتجاته المختلفة أفضل وسيلة إعلانية تستخدم فى تسويقه ولتنشيط مبيعاته.

وفى هذا المجال تعرض المستهلك فى حالات كثيرة إلى الغش والخداع فيما ينسب من معلومات صحية وعلاجية لبعض الأغذية ومنتجاتها مما يعرض صحته للأخطار، لذلك كان من الضرورى حماية المستهلك عن طريق إيجاد تشريعات تنظم وتتحكم وتراقب مدى مصداقية أى معلومات تقدم له وتتحدث عن فوائد صحية وعلاجية للأغذية.

سواء كانت هذه المعلومات مكتوبة على بطاقة عبوتها المعروضة للبيع أو مستخدمة فى إعلاناتها التجارية أو تنسب إليها شفويا أو كتابة بطريقة أو بأخرى.

ولتحقيق ذلك بدأت بعض الدول كالولايات المتحدة فى اشتراط موافقة جهاتها الحكومية المختصة على أية معلومات تتحدث عن فوائد صحية لأى غذاء قبل التصريح باستخدامها تجاريا فى تسويقه.

وحتى الآن، فقد وافقت الإدارة الأمريكية للغذاء والدواء على مصداقية 14 فائدة صحية فقط لنوعيات من الأغذية التى قد يحقق تناولها بعض الفائدة فى تقليل مخاطر حالات مرضية أو الوقاية منها، وبالتالى أصبح ذلك تصريحا رسميا لأول مرة باستخدام مثل هذه المعلومات تجاريا فى تسويق مثل هذه الأغذية ومنتجاتها.

ومع ذلك، يجب الإشارة إلى أن هذه الفوائد الصحية التى تم التحقق من مصداقيتها تعتمد على عاملان أساسيان، هما كمية ماتحتويه الأغذية من مكونات فعالة طبيعية بحيث يحصل الجسم من تناولها بالمعدل المألوف والمعتاد على تركيز كافى يعطى التأثير الفسيولوجى الفعال والمفيد صحيا.

ويجب ملاحظة أن الجسم لاتكتمل استفادته من مكونات الغذاء الفعالة العلاجية إلا فى وجود تداخلات غذائية إيجابية من أغذية أخرى قد لاتكون فعالة فى الحالة المرضية المحددة، ولكنها تساعد على فاعلية مكونات الغذاء العلاجى.

لذلك فإنه من الضرورى تناول الأغذية الفعالة علاجيا ضمن نظام غذائى متكامل بل وأسلوب معيشة يومية محدد يتناسب مع كل حالة مرضية، وهو مايعنى أن العلاج الغذائى ليس مجرد تناول غذاء بمفرده.

وإذا كانت المكونات الفعالة الطبيعية فى الأغذية عبارة عن فيتامينات أو معادن أو ألياف أو بروتينات أو مكونات أخرى معروف لها احتياجات يومية محددة للجسم، فالمادة الغذائية المفيدة علاجيا وصحيا يجب أن توفر حوالى نصف ما يحتاجه الجسم من أى من هذه المكونات الفالة، وذلك فى كل كمية يتناولها المستهلك منها.

لذلك، فإنه حماية للمستهلك من الغش والخداع، يجب على الجهات الحكومية المختصة التأكد من نسبة احتواء الغذاء على المكونات الفعالة المرتبطة بأي فائدة صحية تنسب إليه، وذلك قبل التصريح بالإعلان عن هذه الفائدة واستخدامها تجاريا فى التسويق أو كتابتها على العبوات الغذائية المعروضة للبيع.

وحتى الآن، فإن الفوائد الصحية التى تنسب لبعض أنواع من الأغذية والمصرح بالإعلان عنها وباستخدامها تجاريا فى التسويق، يمكن تقسيمها إلى مجموعتان تبعا لنوعية مكوناتها الفعالة:

أولا: مجموعة المكونات الغذائية الفعالة والمفيدة صحيا فى بعض الحالات المرضية، ويجب تناول أغذيتها الغنية بها للحصول على فوائدها العلاجية والوقائية، وهى:

الكالسيوم، والأغذية الغنية به مثل اللبن الحليب والزبادى والجبن ومنتجات الألبان الأخرى، قد تفيد فى خفض خطورة هشاشة العظام، ولضمان تمام الاستفادة الجسم من كالسيوم الأغذية الغنية به، تفاديا لخطورة التعرض لهشاشة العظام يجب اتباع نظام غذائى متكامل مناسب لذلك مع تطبيق أسلوب معيشة يومية يساعد على فاعلية كالسيوم الأغذية داخل الجسم.

أغذية للوقاية من هشاشة العظام

وتتضمن الخطة الغذائية العلاجية المتكاملة للوقاية من هشاشة العظام بجانب تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم مايلى:

1- الإقلال من تناول مشروبات الكولا الغازية لاحتوائها على حمض الفوسفوريك المتسبب فى اختلال التوازن مابين الفوسفور والكالسيوم وهو ما يضعف العظام.

2- التعرض اليومى للشمس مباشرة خلال فترتى الضحى أو العصر لمدة 10 دقائق لإنتاج ما يحتاجه الجسم من فيتامين (د3) الضرورى لقوة العظام وتدعيمه لاستخدام الكالسيوم فى بناء العظام، وهى العملية الحيوية التى تعرف باسم التكلس.

3- الاهتمام بتناول الأغذية الغنية بفيتامين ك مثل الكبد البقرى وكبد الدجاج وصفار البيض والكرنب والقرنبيط لارتباطه بهشاشة وضعف العظام من خلال أنظمة حيوية معقدة فى الجسم.

4- الاهتمام بتناول الأغذية الغنية بالماغنسيوم مثل التمر والسمسم والزبادى خالى الدسم واللوبيا والكاكاو لدور الماغنسيوم المهم فى سلامة وقوة العظام.

5- عدم الإسراف فى تناول الأغذية البروتينية كاللحم والدواجن لتقليل فقد الكالسيوم من الجسم فى البول.

6- عدم الإسراف فى تناول ملح الطعام والأغذية المملحة والمخللات والوجبات السريعة لتقليل فقد الكالسيوم من الجسم فى البول.

7- عدم الإسراف فى تناول السبانخ والشاى لكثرة محتواهما من مكون الأوكسالات الذى يرتبط بقوة مع أيونات الكالسيوم فى الجهاز الهضمى مما يقلل من امتصاصها وبالتالى تنخفض استفادة العظام من تناول الأغذية الغنية بالكالسيوم، ومع الاعتدال فى تناول الشاى يجب عدم زيادة مدة نقع أوراقه فى ماء تحضيره عن دقيقتين لتقليل كمية الأوكسالات المستخلصة منه.

8- الاهتمام بتناول الخضراوات والفواكه لاحتوائها على العديد من المغذيات المهمة التى يحتاجها الجسم بكميات ضئيلة فى نشاط خلايا العظام.

9- ممارسة النشاط البدنى وأبسط صوره المشى للمحافظة على قوة العظام.

10- الامتناع عن التدخين لتأثيراته السلبية على أنسجة العظام وخفضه لاستفادة الجسم من مكونات الوجبة الغذائية الضرورية لقوة وسلامة العظام.

وفيتامين (حمض الفوليك) والأغذية الغنية به مثل العدس واللوبيا الجافة المطبوخة والسبانخ المطبوخة بالحمص والكبد البقرى وكبد الدجاج، قد تفيد فى خفض خطورة التشوهات العصبية للمواليد. الألياف والأغذية الغنية بها من الحبوب ومنتجاتها والفواكه كالكمثرى والفراولة والتفاح والبرتقال والموز والخضراوات كالبطاطا والبسلة الخضراء والكوسة والطماطم والذرة والبطاطس والكرنب والجزر.

قد تفيد فى خفض خطورة بعض الأورام، ومع تناول هذه الأغذية يجب مراعاة تقليل وجود الدهون والأغذية الدهنية فى الوجبات اليومية.