يوميات من واقع الحال

كعادتي أستيقظ باكرا ،أصلي وأستمتع بحمل قصبة الصيد ،فالصيد في الصباح الباكر والبخار يتصاعد من سطح مياه الوادي متعة ،أشعة طلوع الشمس أمتع
فجأة لفت إنتباهي بدوي يطرق ببطاريات المذياع المستعملة بقوة على رصيف الطريق،ويأخذ مسحوقها الأسود ليمسح وينظف أسنان خمسة حمير ينوي بيعها في السوق ،فتتخلص الأسنان من إصفرار يحددعمر الدابة
فالدابة ناصعة بياض الأسنان ،أقوى على تحمل المشاق وليست مسنة تخور قواها في أول قطع المسافات
فإرتميت على بطني من شدة الضحك ،وقلت لو إشتريت فرشاة وسينيال كان أحسن ،،فأجاب ـ يا إبني قساوة ظروف الجفاف علمتنا كيف نكسب قوتا مرا
ولكن يا عمي لا ينبغي إستغفال الناس ،،فأجاب واقع الحال هذا يابني ،فإحذر أن تشتري لحم حمار وأنت لا تدري ،وهذا الأخطر يابني
وقبل ذلك وأنا أتجول بالسوق الأسبوع ،جناح باعة الزيوت ،فيالغرابة ،بائع محترف ينادي عن بائع غلة زيت ،،إذهب وناولني خمسة لترات المائدة ،فهؤولاء مالهم حرام ولا يشترون إلا حراما ،،وقد سأله قبل حين إمتنع الناس عن شراء زيته الغير المغشوش والخالص ،فقد قضى ثلاث ساعات دون أن يساومه أحد
رحم الله زمان الأتقياء والفاكهة المسكية والخضر الطرية ،وإن مررت بجانب دكان بقال،تشم رائحة زكية كأنك تتنزه في بستان غلل وفاكهة

أنيس الزمان