أمراض المخ والجهاز العصبي.. 
الورم والسكتة الدماغية أهم أسباب الصرع

هو اضطراب تشنجي، يحدث في صورة تشنجات متكررة. وذلك بسبب خلل وظيفي مؤقت بالمخ، بسبب اضطراب السريان المنتظم للإشارات الكهربية، نتيجة لشحنة كهربية مفاجئة تعطل وظائف المخ الطبيعية، والنتيجة ظهور أعراض تصيب الجهاز العصبي، تشمل أحاسيس مضطربة، وحركات اختلاجية لا يمكن التحكم فيها ، وفقدان الوعي.

‏ويقدر عدد المرضى بالصرع في إنجلترا وحدها بحوالي مليون نسمة، الأغلبية العظمى منهم بدأ الصرع لديهم، وهم في سن الطفولة، واضطرابات التشنج الأخرى تبدأ عادة بعد سن الستين، بعض المصابين بالصرع لا تنتابهم خلال حياتهم سوى نوبات قليلة من التشنجات.

‏ أسباب الصرع

ثلثا الأشخاص، لا توجد لديهم مشكلة محددة في المخ. أما الثلث الأخير منهم فيمكن أن يكون بسبب مشكلة كامنة مثل: تلف في المخ عند الولادة، أو ورم، أو إصابة في الدماغ، أو سكتة دماغية، أو تعاطي الكحوليات، وقد تبدأ التشنجات ‏نتيجة لمسببات مختلفة عدة، منها الإصابة بالحمى، أو انسحاب بعض العقاقير، أو الحرمان من النوم، أو العدوى الميكروبية، أو المجاعة، أو الجفاف (عدم تناول كميات كافية من السوائل)، أو الأضواء المبهرة أو الضوضاء المتقطعة، أوالحيض.

‏هناك أنواع عديدة متباينة من التشنج، غير أنها تنقسم إلى مجموعتين:

1 ـ نوبات التشنج العامة الابتدائية: وتتسبب نوبات التشنج العامة الابتدائية في فقدان الوعي، وتشمل نوبات التشنج الكبرى، ونوبات التشنج الصغرى، (وتسمى أيضاً نوبات التشنج الغيابي)

ـ ‏تسبب نوبات التشنج الكبرى اضطرابات تشنجية عنيفة، في حين لا ‏تسبب النوبات الصغرى هذه التشنجات العنيفة، وعادة ما تبدأ نوبات التشنج الكبرى بين 6 ‏و 12 ‏سنة.

2 ـ نوبات التشنج الجزئية: وفي نوبات التشنج الجزئي partial seizures (وتسمى أيضاً نوبات التشنج البؤرية focal seizures)، يظل الشخص محتفظا بوعيه، غير أنه قد تظل ‏هناك اضطرابات في التفكير، أو في المزاج، أو حركات اختلاجية غير خاضعة ‏للسيطرة. ‏ونوبات التشنج الجزئية تصيب فقط جزءاً من المخ، لكنها قد تنتشر أحياناً لمناطق أخرى من المخ، وتصبح نوبات تشنج ثانوية، ونوبات التشنج الجزئية تشير على الأرجح إلى اضطراب مخي كامن أكثر من نوبات التشنج العامة.

‏

أعراض نوبة الصرع

‏نوبات التشنج أو الصرع العامة الثانوية Secondary generalized seizures، يسبقها أحيانا حالة الهالة aura، التي قد تشمل هلاوس سمعية أو شم روائح خيالية، أو ضيقاً في البطن، أو شعوراً بالضغط داخل الدماغ. ‏وتبدأ نوبات التشنج الكبرى العامة generalized grand mal seizures بفقدان مفاجئ للوعي، وتيبس الجسم، وقد يصبح منتصباً، مثل السيخ المعدني، أو قد ينحني كالقوس إلى الخلف، وتحدث بعد ذلك سلسلة من حركات الارتجاف في الذراعين والساقين والجذع، مع الضغط على الأسنان، بعض الناس يعانون من التبول أو التبرز اللاإرادي، وعادة ما تستمر نوبة التشنج بالكامل ما لا يزيد عن دقيقتين، وبعد نوبة الصرع، قد يشعر الشخص بالتشويش والإرهاق لساعات عدة، وقد يصاب بصداع، وتنتابه رغبة في النوم، ولا يتذكر الشخص أنه أصيب بنوبة صرع، لكنه قد يتذكر نوبة الهالة، التي سبقتها. ‏إذا حدثت نوبات صرعية كبرى عديدة متعاقبة، دون أن يستيقظ الشخص فيما بينها، فاطلب مساعدة طبية على الفور، وتسمى هذه الحالة «صرع متواصل status epileptics»، وهي تهدد حياة المصاب بها،

وفي نوبات الصرع الغيابي absence seizures، (والذي يحدث أكثر لدى الأطفال)، تمر لحظات (تتراوح بين ثوان عدة إلى ثلاثين ثانية)، من فقدان الوعي دون حدوث حركات شاذة للجسم، لكنه يظل يحملق بلا هدف لمدة ثوان معدودة، غير واع لما يحدث من حوله، هذا النوع من الصرع قد يمر دون أن يلحظه أحد، ويحدث مرات عدة يومياً، ولا ‏يتذكر الطفل هذه النوبات، وقد يتهم الطفل بأنه يمارس أحلام اليقظة، أثناء هذا النوع من الصرع.

وعادة ما تبدأ النوبات الجزئية في جزء واحد من المخ، وتعتمد أعراض الحالة على موقع هذا الجزء المصاب، فإذا ظلت النوبة في هذا الجزء وحده من المخ، فإن المصاب قد لا يفقد الوعي، أما إذا لم تصب نوبات الصرع مستوى الوعي، فإنها ‏تسمى نوبات التشنج الجزئية البسيطة simple partial seizures.

‏ـ أما إذا تأثر مستوى الوعي، فإنها تصبح نوبات صرع جزئية معقدة، وقد ينتج عن هذه النوبات سلوكيات شاذة مثل الغضب، والضحك أو انتقاد ملابس الآخرين دون مبرر واضح، وكانت نوبات التشنج الجزئية المعقدة، تسمى يوماً ما الصدغي أو نوبة نفسية حركية (صرع نفسي حركي) psychomotor seizure.

‏التشخيص

‏غالباً ما يكون تشخيص الصرع واضحاً، وفي نوبات الصرع الجزئية، خصوصاً تلك التي تصيب الفص الصدغي، وتسبب سلوكاً شاذاً، قد يكون التشخيص أكثر صعوبة، وسوف يطلب الطبيب إجراء رسم مخ كهربائي، والذي يمكنه أن يبين عدم الاستقرار في النشاط الكهربي للمخ. ‏وحتى عندما يكون التشخيص واضحاً، فإن سبب نوبات الصرع قد لا يكون بنفس الوضوح، وسوف يستعمل الطبيب الأشعة المقطعية بالحاسب الآلي أو التصوير بالرنين المغناطيسي، بحثاً عن ورم أو أي شيء آخر غير طبيعي.

علاج الصرع

‏أغلب المصابين بالصرع يمكنهم العيش بشكل طبيعي تماماً، مع استعمال العقاقير، ‏وقد يشتمل علاج نوبات الصرع على مضادات التشنج، (وهي عقاقير تقلل من ميل المخ للإصابة بنوبات الصرع). ومن أقدم هذه العقاقير المستعملة منذ سنوات طويلة، الفينيتوبن، والفينوباربيتال كاربامازيبين، وحمض الفالبرويك. ‏وقد صارت هناك عقاقير كثيرة أحدث، وهذه العقاقير الأحدث عهداً تستعمل أساساً لعلاج نوبات الصرع الجزئي، التي لا يمكن السيطرة عليها جيداً، بواحد من العقاقير الأقدم، ويفضل استعمال دواء واحد في العلاج للإقلال من الآثار الجانبية للعقاقير. ‏وبالنسبة لمن لا يزالون يتعرضون لنوبات الصرع برغم تناول الأدوية، هناك علاج جديد يسمى «تنشيط العصب الحائر»، بدأ يكتسب شعبية في أوساط المرضى، حيث يتم فيه وضع صندوق صغير، يشبه منظم ضربات القلب، تحت الجلد، ويقوم الجهاز كل بضع دقائق بإرسال تيار كهربي للعصب الحائر، الذي يعمل على خفض عدد مرات تكرار التشنج لدى بعض الناس. ‏الجراحة: عند قليل من المرضى، لا تفلح العقاقير ولا الصندوق في السيطرة على نوبات الصرع، وقد يتحتم إجراء جراحة لاستئصال مناطق صغيرة من المخ، وهي التي تبدأ فيها التشنجات الصرعية، أو قطع الأعصاب، التي تربط أحد نصفي المخ بالآخر، بهدف منع انتشار التشنج، وتجري هذه الجراحة بصفة أساسية في مراكز قليلة تخصصية في الولايات المتحدة.

‏اختبارات تجرى بصفة دورية

‏ـ اختبارات دم لقياس مستويات الدواء المضاد للتشنج الذي تتناوله

‏ـ اختبارات كثافة العظام لقياس هشاشة العظام، (إذا كانت المريضة امرأة وتقترب من ـ أو تجاوزت سن انقطاع الطمث)

‏كيف تساعد شخصاً مصاباً بنوبة صرع ؟

نوبة الصرع تبدو مخيفة، لكنها غير ضارة عادة، وقد يصيح المريض قبل النوبة مباشرة، ابق هادئاً، واتبع الخطوات التالية:

‏ـ إذا تعرض لخطر فوري (كأن تقع النوبة في الشارع)، فانقله إلى مكان آمن، فإذا لم تستطع، فلا تحرك المصاب البتة.

‏ـ حرك الأثاث وغيره من الأشياء من الطريق، بحيث لا يؤذي الشخص نفسه.

ـ لا تكبح جماح المريض أو تضع أي شيء في فمه.

ـ تأكد من أن المريض يستطيع التنفس أثناء النوبة. ـ أدر الشخص على أحد جانبيه، حتى لا يتجمع القيء في قصبته الهوائية، ويسبب له الاختناق.

‏ـ ابق مع المصاب إلى أن تزول النوبة (أغلب نوبات الصرع لا تستمر لاكثر من دقيقتين).

‏ـ بعد ذلك، قد يظهر المصاب مفتقراً إلى التركيز أو نعساناً، وإذا لم يفق، فاطلب مساعدة شخص آخر أو اتصل بالإسعاف أو الطوارئ في المكا،ن الذي تعيش فيه. وإذا استمرت نوبة الصرع أكثر من دقيقتين، أو بدأت نوبة جديدة، فإنها تصبح حالة طوارئ طبية، اتصل بالإسعاف أو الطوارئ المحلية.