أماطت دراسة طبية جديدة اللثام عن بروتين يتم إنتاجه في بطانة الأمعاء، ويستهدف الميكروبات الغازية، مما يتيح تبصرا جديدا بكيفية دفاع الأمعاء ضد مسببات الأمراض، واحتفاظها بعلاقات ودية مع الميكروبات المفيدة.
وأجرى الدراسة فريق بحث من المركز الطبي الجنوبي الغربي لجامعة تكساس بقيادة الدكتورة لورا هوبر أستاذة المناعة، ونشرت الأسبوع الماضي بمجلة سيانس.
بكتيريا الأمعاء
ويؤمل من هذه الدراسة الوصول إلى أدوية جديدة بقصد مساعدة مرضى الأمعاء الملتهبة، والوقوف على فاعلية العلاج بخلطة من البكتيريا المفيدة المضافة لمنتجات الغذاء (بروبيوتكس) في تعزيز جهاز المناعة.
وكان العلماء منذ عدة عقود، يعلمون أن عدد الخلايا الميكروبية في أمعاء الإنسان يفوق عدد خلايا الجسم ذاته بعشرة أضعاف، إذ يقدم الإنسان مأوى آمنا لهذه الميكروبات لأنها تساعد على تفكيك الغذاء الذي لا نستطيع هضمه ذاتيا.
لكن لم يكن واضحا الكيفية التي تحول دون غزو هذه الكائنات المجهرية لأنسجة الأمعاء، بما يسبب لها التهابات.
وللإجابة عن هذا السؤال، استخدمت هوبر وزملاؤها الباحثون فئرانا تمت تربيتها في فقاعات بلاستيكية معقمة. ولأنها على غير تماس مع العالم الخارجي الحافل بالميكروبات، فإن تلك الفئران ليس لديها البكتيريا التي تستوطن عادة في الأمعاء.
بروتينات قاتلة
وبتعريض الفئران الخالية من الجراثيم لمختلف أنواع بكتيريا الأمعاء، تمكن الباحثون من ملاحظة كيفية تفاعل الخلايا الظاهرية التي تبطن جدار الأمعاء مع الميكروبات الغازية.
ووجد الباحثون أنه عندما يحدث اتصال بين البكتيريا وبطانة الأمعاء، فإنها تنتج بروتينا يغلف السكريات التي هي جزء من سطح البكتيريا الخارجي, وبمجرد تغليفها للبكتيريا تقوم البروتينات بسرعة بتدمير أهدافها من تلك البكتيريا, فهي بروتينات قاتلة بأنياب سكرية.
ينتمي هذا البروتين، الموجود في البشر باسم (HIP/PAP) إلى فئة من البروتينات تسمى ليكتينات، وتتسم بخاصية الارتباط مع جزيئات السكر. وربما كانت مهام البحث والتدمير لهذه البروتينات مساعدة على تكوين "سور كهربي" يحمي سطح الأمعاء من البكتيريا الغازية.
هجوم مناعي
ويتوقع أن تتيح نتائج هذه الدراسة للباحثين مفاتيح لحل لغز مسببات مرض الأمعاء الملتهبة.
فمعظم الأصحاء يتمتعون بعلاقة ودية مع ميكروبات أمعائهم، لكن تتحول هذه العلاقة المحتملة –لدى مرضى الأمعاء الملتهبة- إلى علاقة مريرة، فيشن جهاز المناعة هجوما على سكان الأمعاء من الميكروبات ما يؤدي إلى قرحات مؤلمة وإسهال دموي