لِمَاذَا رَمَضَان 30 يَوْمَا ؟

لِمَاذَا رَمَضَان 30 يَوْمَا ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل عام وأنتم بخير وبركة
ورمضان مبارك على الجميع

مع دخول أول أيام الشهر المبارك
والذي كان محملاً كعادته بصنوف البركات والاعمال الصالحات
محافظة على الصلاة وذكر الله وصيام وتكاتف أسري والحب والاخاء
والنور والسمو الاخلاقي والصدقة واستشعار حال الفقراء ..

نطوي الماضي ونفتح صفحات بيضاء
مع الله ومن ثم أنفسنا ونتعهد بأننا سنلتزم من الآن
ونسير في طريق النور والهداية والصلاح ..

ثلاثون يوماً دورة مجانية في تربية النفس
ولجم اللسان وسد الآذان وكبح النفوس عن ما حرم الله
فرصة جديدة لنعيد حساباتنا مع الله
الكل الكل يجد الآن حلاوة العبادة والاتصال مع الله
لا يستطيع أحد أن ينكر السعادة الغامرة بمقدم هذا الشهر المبارك ..
و قد أثبت الباحثون أن أفضل مدة مناسبة للتغيير و لمعالجة الانحراف تكون ما بين 15 يوما إلى 20 يوما و هكذا رمضان يتغير فيه الشخص في ال 20 الاولى ثم يكون التعود على الوضعية الافضل في العشر الاواخر
فسبحان الله الذي جعل في كل ما فرض حكم
ولكن لماذا لا نجعل هذه الاعمال ديدننا في الحياة ؟
في رمضان وما بعد رمضان فربُ رمضان هو ربُ كل الشهور
صحيح أن الله خص رمضان بالصيام والقيام وفضل عظيم
ولكن ما فائذه ذلك إن لم نثبت هذا العمل الصالح بالإستمرار
والمداومة في الاتصال مع الله في كل الأوقات ..

أن من الله عليك حضورك في هذا الشهر وفي هذه السنة
قد لا تستطيع أن نكون أنا وأنت حاضرين في السنة المقبلة
كم من حبيباً كان معنا في السنة الماضية وكم من رفيقاً كان معنا
ولم يدركوا رمضان الآن معنا ..

لنعلم جميعاً أن استدامة العبد على النهج المستقيم والمداومة على الطاعة
من أعظم البراهين على القبول قال تعالى (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ))
فيجب أن تستمر النفوس على نهج الهدى والرشاد كما كانت في رمضان
فنهج الهدى لا يتحدد بزمان وعبادة الرب وطاعته يجب أن لا تكون قاصرة على رمضان
قال الحسن البصري رحمه الله:- "إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلا دون الموت"
ثم قرأ : (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) ..

ترحل شهر الصبر والهفاه وانصرما *** واختص بالفوز في الجنات من خدما
وأصبح الغافل المسكين منكسـرا *** مثلي فيا ويحـه يا عظم ما حرما
من فاته الزرع في وقت البذار فما *** تراه يحصد إلا الهــم والندما


قد لا تجدُ مكاناً في صلاة الفجر هذه الايام في رمضان
امتلئت الصفوف بالمصلين ولكن وبعد انقضاء هذا الشهر
بيوم فقط تعال وأنت الحكم ماذا سوف ترى ... !!!

قد يقول قائلاً منكم أن هذا الموضوع لا ينفع الحديث
عنه الآن فنحن في بداية رمضان
نعم في بدايته ولكن من الأجل استحضار النية من الآن
ومعاهدة الله عز وجل على المواصلة من جديد بقلوباً
خاشعة ذليلة في رمضان وفي كل الشهور ..


دعوة للثبات والمواصلة والمداومة والاستفادة
من هذا الشهر المبارك ..