السلام عليكم.......
الألوان ضرورية في حياتنا اليومية و تؤثر علينا , فللون الأزرق يُريحنا و الأحمر يُوترنا , و تُضيف الألوان إلى حياتنا طابع خاص لا أستطيع أن اشرحه سوى أن أقول لكم تخيلوا الحياة أبيض و أسود فقط! فماذا تكون حالنا؟
أشعة الشمس تتكون من 7 ألوان , و هي ألوان الطيف :
كيف نرى الألوان حولنا؟
الإنسان يُبصر الأشياء حوله بوقوع الضوء عليها و إنعكاسه إلى العين ليقع على الشبكية التي تحول طاقة الضوء إلى إشارات كهربائية تعبر إلى المخ عن طريق العصب البصري و الذي بدوره يترجمها إلى ما نراه من حولنا و بالألوان. في شبكية العين يوجد نوعان من المُستقبلات :
1- العُصيات Rods .
2- الأقماع Cones .
العُصيات مسئولة عن البصر الأبيض و الأسود و نستخدمها أكثر في الظلام , و الأقماع مسئولة عن البصر بالألوان أو رؤية و تمييز الألوان عن بعضها البعض. القمع إما أن يحتوي على صبغة حساسة للأزرق أو الأحمر أو الأخضر , و يمتص موجات الضوء ذات طول مُعين. فالأقماع التي تمتص موجات الضوء القصيرة , تمتص الضوء الأزرق (تميز اللون الأزرق) و الأقماع التي تمتص موجات الضوء المتوسطة تمتص الضوء الأخضر (تميز اللون الأخضر) , و الأقماع التي تمتص موجات الضوء الطويلة تمتص الضوء الأحمر (تميز اللون الأحمر).
اللون الأزرق و الأحمر و الأخضر هي الألوان الأساسية التي تتكون منها جميع اللوان , فبإثارة تركيبات مُختلفة من هذه الأقماع نرى الألوان بإختلافها و تنوعها من حولنا.
تركيب شبكية العين في الإنسان و تبدو العُصيات و الأقماع
ما هو عُمى الألوان؟
عُمى الألوان (الاسم العلمي achromatopsia) هو عدم القدرة على رؤية بعض الألوان و التمييز بينها أو عدم القدرة الكاملة على رؤية أي لون. و ينتج عن نقص في إحدى أنواع الأقماع أو غيابها جميعاً. هنالك 3 أنواع من عُمى الألوان الأكثر شيوعاً :
عُمى الألوان الأحمر - الأخضر Red-Green Colour Blindness و هو الأكثر حدوثاً ببين الناس , و يُصيب تقريباً 8% من الرجال و أقل من 1% من النساء. و ينتج عن غياب الأقماع الحساسة للون الأحمر أو اللون الأخضر.
عُمى الألوان الأزرق - الأصفر navy-Yellow Colour Blindness و ينتج عن غياب الأقماع الحساسة للون الأزرق و هو نادر الحدوث.
عُمى الألوان الكامل Total Colour Blindness و ينتج عن غياب الأقماع تماماً من شبكية العين حيث تحتوي على العُصيات فقط , حيث لا يرى المُصاب سوى بالأبيض و الأسود و هو مرض نادر جداً جداً.
عُمى الألوان مرض وراثي , أي ينتقل عن طريق الصبغات الوراثية (الكروموسومات) Chromosomes , و ينتقل عن طريق الصبغة الوراثية الجنسية Sex Chromosomes بصفة وراثية مُتنحية Sex Linked Recessive . لهذا السبب يُصيب عُمى الألوان الرجال أكثر من النساء , لأن تركيبة الذكر الكروموسومية هي XY و تركيبة المرأة الكروموسومية هي XX و المرض ينتقل عن طريق الكروموسوم X بصفة مُتنحية و إحتمال إتحاد كروموسومين X مُصابين بالمرض ضئيل جداً مما يؤدي إلى إصابة الرجال أكثر من النساء.
الــتــشــخـيــص
طبعاً التشخيص يكون من شكوى المريض بعدم القدرة على رؤية بعض الألوان و التمييز بينها , و باستخدام اختبار إشيهارا Ishihara Test و ذلك بعرض أرقام مُكونة من بقع مُلونة بألوان مُختلفة في لوحات تحتوي على بقع مُلونة و قياس قدرة الشخص على تمييز و قراءة الرقم من بين هذه البقع. انظر الصورتين التاليتين و حاول قراءتهما.
الأشخاص ذوي البصر بالألوان الطبيعي يرون الرقم 12 بالألوان , و المُصابين بعُمى الألوان الكامل يستطيعون قراءة الرقم 12 كذلك (أبيض و أسود).
الأشخاص ذوي البصر بالألوان الطبيعي يرون الرقم 8 بالألوان.
الأشخاص المُصابون بعُمى الألوان الأحمر-الأخضر يرون الرقم 3.
الأشخاص المُصابون بعُمى الألوان الكامل لا يستطيعون قراءة الرقم بتاتاً.
هـل يــوجـد عـــلاج؟
بما أن الحالة وراثية و تنتج عن غياب الأقماع المسئولة عن البصر بالألوان من شبكية العين , عليه لا يوجد علاج لعُمى الألوان حتى يومنا هذا. و هذا يُشكل لهم مشكلة عند الإلتحاق بوظيفة.