رائحة الفم الكريهة.. عوامل متشعبة

يخشى كثير من الصائمين من مشكلة انبعاث رائحة كريهة من الفم (بخر الفم) ويعتقد أن الصيام هو سببها الرئيسي، وذلك صحيح إلى حد ما، ولكن بالإضافة إلى ذلك هناك أمراض متعددة تسبب انبعاث رائحة الفم المرضية المزعجة. فرائحة الفم الكريهة هي ثالث سبب لزيارة طبيب الأسنان من بعد نخز السن (التسوس) وأمراض اللثة. فهنالك %25 من البشر لديهم مشاكل مزمنة في رائحة الفم، وسببها الأساسي نمو البكتيريا بشكل غير طبيعي في الفم. وبالرغم من وجود عدة أنواع من الجراثيم في الفم بشكل طبيعي، بيد ان زيادة نمو تلك المفرزة للمادة الكبريتية هي المسؤولة عن انبعاث رائحة الفم الكريهة.
أنواع مسببات رائحة الفم
هنالك نوعان لمسببات رائحة الفم الكريهة، وهي:
1ــــ المؤقت: مثل ما يحدث عند الاستيقاظ من النوم، فعدم وجود تهوية أو نشاط للغدد اللعابية أثناء النوم يوفر جوا مناسبا لتكاثر البكتيريا في الفم، وبخاصة على اللسان، لتفرز مواد لها رائحة كريهة.
وعليه، يجب على الشخص تنظيف فمه مباشرة عند الاستيقاظ حتى يتخلص من الرائحة، ويمنع استمرار نمو البكتيريا أيضا.
2 ــــ المزمن: وهي مشكلة جدية تنتج عن إصابة الشخص باعتلال ما، وتسبب له مشاكل عديدة على المستوى الاجتماعي والمهني والشخصي أيضا، ولابد من تشخيصها وعلاجها حتى لا تؤدي إلى الضغط النفسي ومضاعفاته.
عوامل متشعبة
أكد د. العصفور ان سبب بخر الفم المزمن الرئيسي غير معروف ومن الصعب اكتشافه، لتشعب عوامله، لذا يصعب علاجه. لكن توجد أسباب رئيسية له:
1ــــ أسباب من اللسان التي ينسب لها %90 من الحالات:
من الوارد ان يقل تدفق اللعاب إلى المنطقة الأخيرة من اللسان، لتجف المنطقة فتمثل بيئة مناسبة لتكاثر ونمو البكتيريا المفرزة للرائحة الكريهة، كما تقل كفاءة تنظيفها لصعوبة وصول الفرشاة إليها إلا ما ندر.
ــــ تخمر الطعام على اللسان مع وجود البكتيريا عليها، خصوصا لو صاحب الأمر وجود افرازات من البلعوم الأنفي. حيث تنزل افرازات البلعوم (في حالات إصابة بنزلات البرد أو الحساسية) من خلال البلعوم لتصل إلى المنطقة الأخيرة من اللسان فتترسب عليه بما يسبب الرائحة الكريهة.
2 ــــ أسباب من الفم بصورة عامة:
ــــ سوء صحة الأسنان وإهمال تنظيفها بشكل جيد، مما يؤدي إلى وجود بقايا طعام بين الأسنان أو عليها، وبالتالي تخمر البكتيريا عليها.
ــــ تاج أو تيجان سيئة التركيب، بحيث لا تلتصق بشكل تام مع الأسنان أو الدعامات مما يسبب دخول بقايا الطعام والبكتيريا من تحت التيجان في تجويف، وبالتالي تخمرها وخروج الرائحة.
ــــ ترسب بقايا الطعام بين أجهزة الأسنان الصناعية السيئة والجسور الرديئة الصنع.. الخ.
ــــ التهابات لم تعالج، خاصة لو رافقها وجود خراج.
ــــ أمراض اللثة عموما.
ــــ عدم تنظيف طقم الأسنان وتراكم البكتيريا والجراثيم عليه.
3 ــــ أسباب ليست من الفم:
ــــ من الأنف: كأمراض الجيوب الأنفية.
ــــ من اللوزتين: كالتهاب اللوزتين المزمن.
ــــ التدخين: نتيجة لترسب التبغ ومواده الكيميائية على اللسان والأسنان وامتزاجها مع اللعاب.
ــــ يستهلك الجسم بعد صيامه عن الطعام أكثر عن 12 ساعة مصادر الطاقة المخزنة في الكبد، مما قد يسبب ظهور رائحة تشبه الأسيتون.
ــــ تناول أطعمة غنية بعنصر الكبريت مثل البصل والثوم، أو الغنية بعنصر النيتروجين مثل اللحم والبيض والحليب. فالأبخرة الكبريتية أو النيتروجينية المتطايرة تسبب رائحة فم كريهة.
4 ــــ مشاكل أقل شيوعا:
ــــ مشاكل في الجهاز الهضمي عموما أو المريء، مثل ارتجاع الحمض المعدي إلى المريء.
ــــ الفشل الكلوي أو الفشل الكبدي.
ــــ التهاب الرئة.