السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لفتت نظري طالبة في المرحلة الثانوية تحمل كتابها الملقى على الأرض ..
وكان من بين كتب عدة .. تبسمت .. وأنا أرحمها ..
قلت لعلها ممن يهتم بكتبها ووجدت أن العاملات ألقينه هنا ..
ولكني صدمت أنها واصلت حمل كتابٍ وكتابين وثلاثة و.... !! ..
أدركت أنها كانت تجمع كتب البنات وأنا في تعجب وذهول وحيرة من أمرها ..
فكثير ما كنتُ أتألمُ لرؤية الكتب الملقاة خصوصا أنها تحمل اسم الله تبارك وتعالى ..
ولكني لم أكن أمتلك الشجاعة لحملها بل لم أفكر بذلك أصلا ..
حدثت صاحبتي : " رواء شوفي ذي البنت .... ليتني مثلها .. ليتني مثلها ما يهمني يضحكون البنات أو لا .. منهي تعرفينها؟!" ..
وفي كل يوم أراها تفعل ذلك أتمنى من أعماق قلبي أن أساعدها .. أن أعمل مثلها .. لكن ...........
/
//
///
//
/
لعل الفائدة الكبرى من حصص النشاط في متوسطتي في أن عرفتُ تلك الفتاة ..
فقد كانت معنا في نفس النشاط , كنتُ أتحرق شوقا لأعرف من هي ولم تعمل ذلك ..
بل كنتُ قنوعة ـ وقتها ـ في معرفة اسمها فقط .. فقط اسمها!! ..
وحينما سمعت نادوا باسمها " سارة أحمد " فأجابت : نعم " ..
ولكنَّ ذلك وحده لم يروي فضولي لمعرفتها ..
كنتُ مترددة جدا ..
ففي مدرستنا بنات الثانوية دائما ما يعتبرن بنات المتوسطة صغار ويضحكن من تصرفاتهم ويتكبرن عليهن ..
وحسبتُ سارة من أولئك ..بيد أني أدركت حقيقة خطأي بعد نشاط للجماعة مع سارة ..
اكتشفت أنها شخصية رائعة ..
كانت تحادثني وتوجهني ببساطة .. تبتسم حين تراني من بعيد ..
تسأل عن حالي .. وتعرف اهتماماتي فتسألني دائما عنها ..
كنتُ أشعر دائما أنها تقدرني .. وتحترمني ..
فأصبحت تلقائيا أقدرها وأقدر أي عمل تفعله ..
يعجبني حقيقة فيها أنها تقول ما تقتنع به دون أن تتردد بل بقوة و هي تبحث دائما عن الأمر السليم والصائب ..
كم كانت تنتقد السلوك الخاطئ في مدرستي..
ولكن لم تكن كغيرها ممن يقلن فقط : " وش هالمدرسة ؟ ,, لازم ننقل .. وش هالبنات " دون عمل ..
بل كانت تنظر أننا نحن علينا أن نبذل ونعمل وإن وجدنا مالا يعجبنا ..
أقرأ ذلك في تصرفاتها ونقاشي معها ..
كم تحتاج ثانوياتنا أمثال سارة !!
/
//
///
//
/
مضت الأيام ..
وتخرجت سارة ..
بتُ افتقد صورة الفتاة التي تضيء ثانويتي في أيام الاختبارات ..
صحيح أن من مرَّ بعد عملها لن يفرق سواء أأحدٌ حمل الكتب أم لم يحملها ..
فمنظر الساحة لازال هو هو لم يتغير ..
ولكنها في نظري كانت تعمل عملا عظيما ..
لم أكن أملك جرأة سارة وشجاعتها ..
بحثتُ عن أحد يشجعني بعد فلم أجد ..
وباتت تلك أمنيتي أن أكون .. كما هي سارة ..
وقفتُ ..
وفي كل امتحانات أحترق أكثر من سابقتها ..
ولا أعمل!! ..
فقط ..
أقف .. وأحترق !!!