بذخ الأندية الكبيرة في إيطاليا لم ينقذها من مفاجآت الفرق الصغيرة

رغم مرور مرحلتين فقط من مباريات الدوري الإيطالي لكرة القدم حتى الآن ، أثار أداء الفرق الصغيرة ونتائجها في مواجهة الكبار جدلا واسعا حول قيمة المال ومدى تأثيره على كرة القدم الإيطالية وخاصة في المراحل الأولى من المسابقة.

وربما تعود الأوضاع إلى طبيعتها في البطولة خلال الأسابيع القليلة المقبلة عندما يدخل انتر ميلان حامل اللقب مجددا في أجواء المنافسة ولكن مجريات البطولة حتى الآن تؤكد أن الأداء والنتائج لا يرتبطان عادة بالميزانيات التي ترصدها الأندية لتدعيم صفوفها.

وجاءت هزيمة إيه سي ميلان صفر/2 يوم السبت الماضي أمام تشيزينا العائد لدوري الدرجة الأولى هذا الموسم لتؤكد أنه أنفق ببذخ في سوق الانتقالات لكن دون فائدة علما بأن معظم التوقعات أشارت قبل بداية الموسم إلى أنه مع روما ويوفنتوس يمثلون أقوى المنافسين لانتر ميلان حامل اللقب.

وتفوق ميلان ، الذي يمتلكه رئيس الوزراء الإيطالي والقطب الإعلامي الشهير سلفيو بيرلسكوني ، على انتر في سوق انتقالات اللاعبين هذا الصيف.

وأنفق ميلان 42 مليون يورو في نهاية آب/أغسطس الماضي للتعاقد مع المهاجمين السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرازيلي روبينيو كما وصل إجمالي رواتب لاعبي الفريق إلى 130 مليون يورو في الموسم الواحد بزيادة تسعة ملايين يورو على نظيره في انتر ميلان.

وبلغ مقابل شراء إبراهيموفيتش بمفرده من نادي برشلونة الأسباني 24 مليون يورو وهو ثلاثة أضعاف ما أنفقه فريق تشيزينا على فريقه بالكامل.

ويتقاضى إبراهيموفيتش راتبا سنويا يبلغ تسعة ملايين يورو وهو ما يزيد أيضا على إجمالي رواتب لاعبي فريق تشيزينا مجتمعين.

وألقى بيرلسكوني باللوم في الهزيمة أمام تشيزينا على قرارات الحكام الخاطئة وقال مازحا "ميلان أيضا يتعرض أحيانا لحكام اشتراكيين".

ويمتلك بيرلسكوني نادي ميلان منذ عام 1986 ، وأحرز النادي العريق في عهده سبعة ألقاب إيطالية وخمسة ألقاب أوروبية.

ورغم ذلك ، قدم الفريق عرضا متواضعا أمام تشيزينا مما دفع المعلقين والمحللين إلى التساؤل عما سيفعله المدرب ماسيميليانو أليجري المدير الفني للفريق في التعامل مع النجوم الكبار مثل رونالدينيو وألكسندر باتو وروبينيو وإبراهيموفيتش الذي أهدر ضربة جزاء في مباراة تشيزينا حيث ارتدت الكرة من القائم.

وعاد تشيزينا إلى دوري الدرجة الأولى في إيطاليا هذا الموسم بعد غياب دام 19 عاما وافتتح الفريق الموسم بتعادل سلبي ثمين مع روما علما بأن متوسط رواتب لاعبي تشيزينا هو الأقل بين جميع أندية دوري الدرجة الأولى حيث يبلغ 300 ألف يورو للاعب سنويا بخلاف مكافآت خاصة ستصرف للاعبين في حالة تجنب الهبوط في نهاية الموسم الحالي.

وحصد تشيزينا أربع نقاط من مباراتيه اللتين خاضهما حتى الآن ليتساوى بذلك مع فريق انتر وثلاثة فرق أخرى وذلك بفارق نقطتين خلف كييفو الذي يكرر هذا الموسم نفس البداية التي قدمها في أول مواسمه بدوري الدرجة الأولى عام 2001 .

في عام 2001 ، فاز كييفو بأول مباراتين له في الموسم وقدم عروضا رائعة وأنهى الموسم في المركز الرابع بجدول المسابقة ليحجز مكانه في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) .

وتغلب كييفو على في مباراتيه السابقتين بالموسم الحالي على كاتانيا وجنوه وقد يحافظ الفريق على موقعه في صدارة جدول المسابقة لأسبوع آخر حيث يواجه في المرحلة الثالثة من المسابقة فريق بريشيا العائد لدوري الدرجة الأولى هذا الموسم.

ورغم ذلك ، قال ستيفانو بيولي المدير الفني الجديد لكييفو "لا نريد أن نضلل أنفسنا. ولا نريد أن نشغل عقولنا بأمور غريبة".

ويبلغ إجمالي رواتب لاعبي كييفو في الموسم الواحد نحو 2ر13 مليون يورو ويأتي على رأس اللاعبين المهاجم سيرجيو بيليسير الذي يتقاضى 500 ألف يورو سنويا.

ويحتل يوفنتوس المركز الثالث في قائمة أعلى الاندية إنفاقا على رواتب اللاعبين برصيد 100 مليون يورو.

ولكن يوفنتوس الذي أجرى تغييرا كبيرا وعددا من التجديدات في صفوف الفريق لم يحصد من مباراتيه السابقتين سوى نقطة واحدة وجاءت من التعادل 3/3 مع سامبدوريا بينما خسر صفر/1 أمام باري الذي يبلغ إنفاقه على رواتب لاعبيه 20 مليون فقط في الموسم الواحد.

كما فشل روما الذي ينفق 83 مليون يورو في نفس المجال في تجنب الهزيمة 1/5 أمام كالياري يوم السبت الماضي.