كان الخريف يمضى نحو النهاية والاراضى الشاسعه الممتده اكتست تمام باللون الاخضر وقطعان الماشية (تسرح)فى (شبع)ظاهر .
وضع باشمهندس (سيف)اغراضه فى المكان المخصص له فى (البص),وجلس فى مقعده وهو (يتـألم)من التعب,فقط كانت الرحلة هذه المرة متعبه جدا جدا وهاهو يقطع الرحلة بعد ان ملك منه الاجهاد ما ملك,
كان سيف قد طلب من فريق العمل الاذن بالعودة الى العاصمة بعد ادرك انه غير قادر على الاستمرار,وعندها جرد باشمهندس سيف دفتر العمر العملى الطويل وهو يدخل نحو الثانية والاربعين من العمر وهو لا يستطيع تحمل (ضغط)العمل!!.
تحرك البص واخذت المدينة تبعد بمعالمها ,وسيف لا زالت (تعزب)فكره تفاصيل انسحابه عن العمل,قرر وهو يقاوم النوم ان يراجع الطبيب عند عودته الى العاصمه.
فجاءة استيقظ سيف من النوم عندما شعر ان البص توقف عن السير ,نظر من خلال الزجاج فوجد ان المنطقة التى توقف فيها البص ليست من المحطات المعروفه وتاكد تخلو من اى معالم غير الخضره الجميل!,فتح البص بابه لتركب امراتان تبدو على ملامح ملابسهم التعب والجهد الشديد,نظر سيف الى ساعته وتاكد ان البص قطع مسافة ساعه كامله عندها.
جلست احدى النساء فى المقعد المجاور الى سيف ,لمح فيها مظاهر من الاجهاد ورائحة (العرق)تحكى عن مصارعه كبيره مع (الانتظار)...خمن سيف ان المراة تبدو فى بدايات الاربعين من العمر وعندها قارن بينها وبين سنين عمره ومقدرته على مجابهة مثل تلك (الظروف)!!.
بعد مسيرة عشرون دقيقة وقفت المراة وهى تصرخ الى زميلتها داخل البص وهى تنظر الى خارج البص,نظر سيف لى حيث كانت تنظر المراة فوجد امراة اخرى تحمل فوق راسها (كيس)كبير وهى تسرع فى سيرها!!,انضمت المراة الاخرى ووقفت بجوار التى تجلس جوار سيف وهما يضحكان,تعجب سيف وبادر بسؤال المراة بعد ان جلست فى مقعدها,
-من تلك المراة ؟
-هى اختى(اجابت المراة وهى ترمق سيف بنظرة تعجب),
-لماذا هى تسير بمفردها فى تلك الارض الخاليه!,
-لقد انتظرت البص كثيرا وعندما تاخر تحركت هى,
-لماذا!!,
_لانها مريضة بالملاريا ..وتخاف ان تتاخر عن موعد(الحقنة)....
_اسقطتت تلك الاجابة سيف تمام وهو يستمع لها وهو لا يستوعب ان تلك المراة رفضت انتظار البص وهى المريضة بالملاريا ,تمضى بكل قوة نحو الدار !!وهو (يشرد )من العمل لمجرد (تعب)بسيط......!!!