كلمات عزفتها القلوب
كلمات عزفتها القلوب
تحاول أن تعيد حساب الأمس
وما خسرت فيه .. فالعمر حين تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى ..
ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى ..
فأنظر الى تلك الأوراق التي تغطي وجه السماء ..
ودعك مما سقط على الأرض فقد صارت جزءاً منها
إذا كان الأمس ضاع .. فبين يديك اليوم
وإذا كان اليوم سوف يجمع أوراقه ويرحل .. فلديك الغد.. لا تحزن على الأمس فهو لن يعود
ولا تأسف على اليوم .. فهو راحل
واحلم بشمس مضيئه في غد جميل
إننا أحياناً قد نعتاد الحزن حتى يصبح جزءاً منا
ونصير جزءاً منه.. وفي بعض الأحيان تعتاد عين الإنسان
على بعض الألوان ويفقد القدرة على أن يرى غيرها .. ولو أنه
حاول أن يرى ما حوله لأكتشف أن اللون الأسود جميل .. ولكن الأبيض أجمل منه
وأن لون السماء الرمادي يحرك المشاعر والخيال
ولكن لون السماء أصفى في زرقته .. فابحث عن الصفاء ولو كان لحظة .. وابحث عن الوفاء ولو كان متعباً و شاقاً
وتمسك بخيوط الشمس حتى ولو كانت بعيده ..
ولا تترك قلبك ومشاعرك وأيامك لأشياء ضاع زمانها..
إذا لم تجد من يسعدك فحاول أن تسعد نفسك
وإذا لم تجد من يضيء لك قنديلاً .. فلا تبحث عن اخر أطفأه ..
وإذا لم تجد من يغرس في أيامك ورده
فلا تسع لمن غرس في قلبك سهماً ومضى..
أحياناً يغرقنا الحزن حتى نعتاد عليه .. وننسى
أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا
وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء
في ظلام أيامنا شمعة .. فابحث عن قلب يمنحك الضوء
ولا تترك نفسك رهينة لأحزان الليالي المظلمة
لا تسافر الى الصحراء بحثاً عن الاشجار الجميله
فلن تجد في الصحراء غير الوحشة
وانظر الى مئات الأشجار التي تحتويك بظلها ..
وتسعدك بثمارها .. وتشجيك بأغانيها..
لا تنظر الى الأوراق التي تغير لونها
وبهتت حروفها .. وتاهت سطورها بين الألم و الوحشه ..
سوف تكتشف أن هذه السطور ليست أجمل ما كتبت ..
وأن هذه الأوراق ليست اخر ما سطرت ..
ويجب أن تفرق بين من وضع سطورك في عينيه ..
ومن القى بها للرياح
**************************************************
الحظ التعيس
في كل مرة تنوي الحياة أن تضع نفسا تحت أقدامها، تفتح له أبواب كل شيء و حين يبتسم الربيع في قلبه تأخذه من حيث لا يحتسب .
و في كل مرة أجد الحياة بعيدة فلا هي منحتني شيئا و لا هي وضعتني تحت أقدامها ...
مذ عرفت الحياة عرفت الدموع الجمر ، فلا أنا عرفت إن كنت أنا عاشقتها أم هي عاشقة لعيوني الحادة .... قيل لي في يوم من الأيام إنها تغسل النفس من الذنوب فأحببتها و بادلتها العشق الدفين و تمنيت لو أقضي حياتي أسبح في بحر من الدموع...و لكن ؟؟ هل يطيب العيش دون بسمة رقيقة تجعل لهته الدموع دفئا خاصا و نكهة أخرى ...؟ ألا يحتاج هذا القلب لفحة شمس من رقصات الأمل و الفرحة البسيطة التي لا تذهب بالنفس إلى العصيان ..؟ ألا يحق للعيون أن تبتسم و للسماء أن تشرق شمسها و لو في الشتاء ... ؟ ألا يحق لي باستراحة من الدموع حتى نكسر الروتين فأشتاقها و تشتاقني ....؟ آه كم أضناني بحر الدموع حتى أصبحت تعاديني وقت أحتاجها لأنها سئمت مني ...و هكذا تفعل الشعوب بعلمائها .. ولا كرامة لنبي في وطنه ...و هكذا تفعل الدموع بمن ينهكها ...و أنهكتها ....و أتعبتها بكثرة السيول ...حتى أصبحت أشتاق دمعا ينزل من على خدي المجاهد في حروب الحياة الضروس ...و هذه لواعج نفسي تبكي بصمت رهيب ...
إن الحياة بالنسبة لي لا تسمى حياة ، بل هي في قاموس لغتي موت و الموت حياة ...أسمع للموسيقى بدفئها فأحس كم أنا وحيدة وسط الغاب الأسود ...و أخرج في الليالي الحالكات بحثا عن نور القمر فينطق الدجى ...انقطع الرجا ...لا منجا و لا مخرجا ... ارفعي قيدك عني ...و سلاحك المدججا ... لا تنتظري مني قمرا .. نجوما و لا حلما متبرجا..
و أمضي ...و تمضي الأيام تركض من خلفي و كأنها تسابقني و تنافسني خط الوصول ، و هي تدرك أنني لن أصل أبدا لأنني اخترت أن أبقى قابعة في في فجر لا تطلع فيه شمس و لا غروب ...اخترت أن لا أسير بل يسير الزمان بدلا مني فهو اعتاد امتطاؤه حتى تجبر ..سأتركه ربما ينسى التكبر ... ربما يعطيني قطعة رغيف من التي يأكلها السعداء فأسعد ... ربما أرفع يدي فيمسك بها فجرتشرق شمسه في قلبي قبل أي مكان آخر .
جفت الأقلام ...و قبرت الأحلام ...و انتشر الدمار في كل خلية حية من جسدي .. لن أعيش إلا لأحيا و لن أحيا لأني أعيش...و مادام زمن ساعتي في سبات عند النقطة الصفر من الأحزان سأدمر الساعة حتى لا يضن الزمن أنني في انتظار انتقاله إلى النقطة الموالية من السعادة ..لأثبت له أن وجوده في حياتي لا معنى له إلا انتظاري لساعة الصفر للإنتقال من الحياة إلى الموت و التي هي بالنسبة لي و في قاموسي العتيد " الإنتقال من الموت إلى الملاذ الأخير ".