مولود فرعون
ولدمولود فرعون 1913.03.08 في قرية تيزي هيبل بولاية تيزي وزو ب[[الجزائر]من عائلة فقيرة اضطر فقرها أباه إلى الهجرة مرات عديدة بحثاً عن العمل, لكن هذا الفقر لم يصرف الطفل و لا أسرته عن تعليمه, فالتحق بالمدرسة الابتدائية في قرية تاوريرت موسى المجاورة, فكان يقطع مسافة طويلة يومياً بين منزله مدرسته سعياً على قدميه في ظروف صعبة, فتحدى '"مولود فرعون'" ظروفه القاسية و المصاعب المختلفة بمثابرته واجتهاده و صراعه مع واقعه القاتم الرازح تحت نير الاستعمار الفرنسي, و بهذا الصراع استطاع التغلب على كل المثبطات و الحواجز مما أهله للظفر بمنحة دراسية للثانوي بتيزي وزو أولا ً وفي مدرسة المعلمين ببوزريعة بالجزائر العاصمة بعد ذلك, ورغم وضعه البائس تمكن من التخرج من مدرسة المعلمين’ و اندفع للعمل بعد تخرجه, فاشتغل بالتعليم حيث عاد إلى قريته تيزي هيبل التي عين فيها مدرساً سنة 1935 ميلادي في الوقت الذي بدأ يتسع فيه عالمه الفكري و أخذت القضايا الوطنية تشغل اهتمامه.
وكما أعطى من علمه لأطفال قريته أعطى مثيلا له في القرية التي احتضنته تلميذا ًقرب قرب مسقط رأسه بأقل من ثلاثة كيلومترات, وهي قرية تاوريرت موسى التي التحق بها معلما سنة 1946 في المدرسة نفسها التي استقبلته تلميذاً, و عين بعد ذلك سنة 1952 ميلادي في إطار العمل الإداري التربوي بالأربعاء ناث ايراثن أما في سنة 1957 ميلادي فقد التحق بالجزائر العاصمة مديراً لمدرسة (نادور) ( في المدنية حالياً) كما عين في 1960 ميلادية مفتشاً لمراكز اجتماعية كان قد أسسها أحد الفرنسيين في 1955 ميلادية وهي الوظيفة الأخيرة التي اشتغل فيها قبل أن يسقط برصاص الغدر والحقد الاستعماري في 15 مارس 1962 ميلادي, حيث كان في مقر عمله, مهموماً بقضاياً العمل و بواقع وطنه خاصة في المدن الكبرى في تلك الفترة الانتقالية حين أصبحت عصابة منظمة الجيش السري الفرنسية المعروفة ب(أويس) تمارس جرائم الاختطاف و القتل ليلا و نهاراً, حيث اقتحمت مجموعة منها على "'مولود فرعون"' و بعض زملائه في مقر عملهم, فيسقط برصاص العصابة و يكون واحداً من ضحاياها يوم 1962.03.15 الذين يعدون بالألوف, فتفقد الجزائر بذلك مناضلاً بفكره و قلمه.
مؤلفاته
لقد اختلفت أعمال "'مولود فرعون"' بين الرواية و التأليف
• كتابين أحدهما بعنوان ( أيام قبائلية) ويتكلم فيه عن عادات وتقاليد المنطقة, والآخر بعنوان (أشعار سي محند)
• أربع روايات:
- (ابن الفقير) كتبها في شهر أفريل سنة1939م - (الذكرى) - (الدروب الوعرة) -(الأرض و الدم) و كلها تتكلم عن المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاستعمار, و المحاولات العديدة لطمس هويته من تجهيل و نشر للمسيحية.................
• مجموعة رسائل و مقالات ذات الطابع الشخصي
من أقواله: ( أكتب بالفرنسية, وأتكلم بالفرنسية, لأقول للفرنسيين, أني لست فرنسياً ).
المراجع
• كتاب "شخصيات جزائرية" للدكتور عمر بن قينة, الطبعة الأولى 1983م
بعد ما يقارب عقد على وفاته مقتولا
مولود فرعون يضيف لرصيد قرائه "مدينة الورود"
نور الهدى غولي من الجزائر: لم تكن نهاية ذاك الكاتب متوقعة أبدا.. اغتيل مولود فرعون قبل خمسة وأربعين سنة أجبر هذا الروائي عن التخلي على كل شيء من أجل الفناء. ففي صباح 15 من مارس 1962 أياما قلائل قبل أن تنال الجزائر استقلالها قلمت جماعة من الإرهابيين من عصابة الاواس (OAS) على اغتيال هذا الرجل الذي رحل مخلفا وراءه مجموعة من الإبداعات.
كان قد كتب رواية "ابن الفقير" إبان الحرب على ضوء شمعة. وقال يف تصريح له "لقد ووضعت فيها قطعة من ذاتي" ثم أردف "أنا متعلق بشكل كبير بهذا الكتاب، أولا لأنني لم أكن آكل كل يوم رغم الجوع في حين كان الكتاب يولد من قلمي وثانيا لأنني بدأت أتعرف على قدراتي".
قبل أيام وتخليدا لذكرى وفاته قدم ابن هذا الكاتب علي فرعون كتابا جديدا لوالده لم يكن قد نشر من قبل والذي كان قد اختار له عنوان "مدينة الورود" عن دار نشر "يامكوم" وهو مؤلف يروي تفاصيل وقعت خلال الثورة التحريرية أبطالها الفعليون هم ثلاثة شخصيات تجمعها مشاعر إنسانية متباينة بين الحقد والحب، الغيرة والطيبة...
كتب مولود فرعون هذه الرواية في 1985 أين نظمت آنذاك مظاهرة بالجزائر العاصمة يوم 13 ماي من نفس السنة، وسعى منظموها إلى تغليط الرأي العام حول مصداقية الثورة الجزائرية والطعن في نزاهة الحق الذي يطالب به الشعب الجزائري كاملا، خاصة بعد تدوين القضية لدى الأمم المتحدة محاولين الاستخفاف بالرغبة الفعلية في الاستقلال وتحويرها إلى نزق طائش مقتصر على رغبة بعض المتمردين.
بنوع من الأسى المشحون بفرح خفي سحب ابن الكاتب مولود فرعون الكثير من الجزئيات التي كانت خفية عن قراء هذا الروائي الذي كان معنى الكتابة عنده بالقوة التي جعلته يصر على نقل التفاصيل الحرجة والحساسة في أوراق يدونها بأسلوب أدبي جزل.. مع تمرير الكثير من الأفكار التي كان يؤمن بها والتي كانت تلقى الكثير من الرفض والحيرة.
لهذا السبب ولأسباب أخرى يصعب حصرها رفض ناشر مولود فرعون آنذاك أن ينشر له عمله الروائي الجديد وطلب منه أن يقوم بمراجعة نصه أكثر من مرة حتى يتخلص من الشوائب التي قد تسبب الكثير من الرقابة والمجابهة.. ووصل الأمر لاحقا إلى مستوى لآخر إلى أن طلب منه أن يغير من عنوان نصه الروائي هذا "مدينة الورود" إلى اسم ملكة بربرية وهو ما رفضه الكاتب الذي كان قد عاش التجربة ذاتها حينما حاول إصدار نصه السابق "نجل الفقير" سنة 1944 إلى أن تمكن من نشره على حسابه الخاص بعد أربع سنوات كاملة.
غرور الناشر وسيطرته تجاوزت حدود العنوان لتلحق أيضا بالتقنية التي يستعملها الكاتب في تدوين أعماله الفنية فهو لم يستسغ المقاربة الكلاسيكية التي انتهجها مولود فرعون فقد كان يترك دائما النهاية مفتوحة لرواياته الأمر الذي يسهل عليه إضافة تغييرات على الشكل مع الحفاظ على الهيكل الأصلي للنص الروائي.
لم يدخر نجل الكاتب جهدا من اجل إيصال الرسالة التي كان والده راغبا فيها وأكد على أنه اختار هذا التوقيت بالذات من أجل نر الكتاب الخفي نظرا للأطروحة المتداولة في الخارج "الاستعمار الايجابي" والمرفق بإنتاج أفلام ممجدة للاستعمار.