السلام عليكم ورحمة الله
خرجت مهرولة من البيت, بدون علم, وبلا وجهة, تحمل في يديها كيس مملوء بالاوراق و عود كبريت
مشت لمسافة جد طويلة, والدموع لا تفارق عينااها الجميلتان
وصلت لحافة الطريق, وحيت يوجد البحر, جلست واخذت تحضن الاوراق وتزداد وتيرة شهقاتها
اخذت الاولى, ثم الثانية, ثم البقية, شكلت بالاوراق حروف اسمها
واشعلت النار فيهاا, شعرت بنشوة لمجرد رؤية النار
احلام تحترق, ايام صارت رماد, هي ايضا بقيت فقط نيران اسمها تلتهب
انتهت المحرقة, واتجهت اعينها للاسفل, هذا قرارها
طالما كان هذا المكان يجمعها وصديقاتها, يمضين اروع الاوقات
اليوم كان المكان فاارغاا, الجو غائم والرياح قوية
جو ساخط , ونزعت سترتها السوداء , كتبت رسالة بخط مشوه, يدان ترتعشان, والحبر امتزج بالدموع
رمت القلم لترى سرعة سقوطه للماء, وقبل ان يصل لحقت به
مرت الايام, وجدوها فوق الماء طافية
كانت ساحرة, زادت جمالا عن طبيعتيها, خصلات شعرها البنية تتراقص مع نغمات الموج
وفوق شفتيها الورديتان بسمة شاحبة ذات سر غريب,
قامو بتفتيش المنطقة
ووجدو بقايا حرق اوراق واشياء غير معروفة
وقرب هذا سترة وورقة فوقهما حجرة كبيرة للتثبيت
الى امي الغالية: سامحيني, على عصيانك كم مرة, على اخفاء امور عنك, على تركك الان وحيدة وصاعقة خبر موتي تقتل كل ذرة فيك
احبك امي ولم ارد ان تشاهديني كل يوم اموت وانا على قيد الحياة,
ابي: طالما كنت اقول ولا زلت, ان"الرجوله" انقرضت من زمان, وفيك اراها متجلية بكامل هيبتها, كنت انت السند والامان لقطتك الصغيرة
اخوتي: كلمة شكرا لن تكفي في ايام كنت ملكة في مملكتكم, لا انسى اخلاقكم التي يضرب بها الامثال,
صديقاتي: لا انسى انني الشقية فيكن, وانني لم اتوانى على فعل المقالب بكن, رغم غمامة الحزن صبرت بوجودكن معي
اما البقية, فلا تحزنو, سبب موتي تدرونه كلكم, ولا تمثلو الاسى والحزن, لانكم سبب حالتي
لكنني مرتاحة بعدما قررت الرحيل عن عالمكم
فليغفر لي الله
دفنوها قرب البحر , وجعلو من جنازتها موكبا ضخما نظرا لكم الاقارب والناس الذين يعرفونها
ااما الام, فكانت لا تتكلم , لا تتحرك, فقط , تائهة بين الناس
غير مصدقة انها جنازة ابنتها, التي من المفروض ان يكون عرسها