abDo°°DS
إداري بسيط
654 03/02/2010 30 الموقع : www.star28.com العمل/الترفيه : طالب
| موضوع: وهل يصومـ القلب ..؟! الإثنين 06 سبتمبر 2010, 7:45 am | |
| وهل يصومـ القلب ..؟![b][b]بسمـ الله الرحمن الرحيمـ
وهل يصوم القلب ؟
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد : سألتة : ما الصيام عندك ؟ قال : كف البطن عن الطعام والشراب , والفرج عن قضاء الشهوة . قلت : هذا أهون الصيام عند السلف . قال : فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام . قلت : ونسيت القلب ؟ قال : وهل يصوم القلب ؟ قلت : يصوم أعظم صيام . قال : اشرح لي ذلك . قلت : صيام القلب بالإعراض عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية , وبكفة عما سوى الله بالكلية . قال : وكيف يكون الفطر من هذا الصوم ؟ قلت : يكون بالفكر فيما سوى الله والدار الآخرة , وانشغال القلب بالدنيا إلا دنيا تراد للآخرة . قال : وهل لذلك أثر من الكتاب والسنة ؟ قلت : قولة تعالى : ( يوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) ( الشعراء : 88 , 89 ) فعلق النجاة يوم القيامة على سلامة القلوب و إذا سلمت القلوب سلمت الجوارح , واستقامت على طاعة الله , واجتنبت معصيتة ونواهي. وقال النبي صلى الله علية وسلم : ( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد , ألا وهي القلب " ( متفق علية ) . فأساس الصلاح والفساد هو صلاح القلوب وفسادها ولذلك كان إصلاح القلوب وتهذيبها وتطهيرها من أعظم أعمال الطاعة التي غفل عنها كثير من الناس . قال أبو تراب النخشبي : ليس من العبادات شئ أنفع من إصلاح خواطر القلوب . وقال أحمد بن خضروية : القلوب أوعية , فإذا امتلأت من الحق , أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح , و إذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح . " صفة القلب الصائمـ " والقلب الصائم : قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة . قال رابعة : شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل , ولو تركوها لجالت في الملكون ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد . والقلب الصائم : قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل . قال حادث بن أسد : بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة حينئذ تحدث الغفلة في القلب . والقلب الصائم : قلب سالم من الأحقاد والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم . وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال : " العزلة * والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب ويهب لمن ظلمة حقة " . والقلب الصائم : قلب ساكن مخبت متواضع ليس فية شئ من الكبر والغرور والعلو في الأرض . قال النبي صلى الله علية وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبة مثقال ذرة من كبر " ( رواة مسلم ) . والقلب الصائم : قلب مخلص لا يريد غير وجة الله , ولا يطلب إلا رضى الله , ولا يلتذ بغير محبة الله وذكرة وشكرة وحسن عبادتة . قال يحيى بن معاذ : النسك هو العناية بالسرائر واخراج ما سوى الله عز وجل من القلب . وقال ضيعم : إن حبة تعالى شغل قلوب محبية عن التلذذ بمحبة غيرة فليس لهم في الدنيا مع حبة لذة تداني محبتة ولا يأملون في الآخرة من كرامة , الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجة محبوبهم . فأين أصحاب هذة القلوب النقية ؟ و أين أرباب تلك الهمم العليّة ؟ ذهبوا ـ والله ـ فهل ترى لهم بقية ؟ " علاج القلوب " و إذا مرض القلب توجب علاجة ومداوتة حتى يعود إلى حال الصحة والقوة وعلاج القلوب يكون بأمور منها : 1 ـ ترك الذنوب : ففي الحديث قال رسول الله صلى الله علية وسلم : " إن المؤمن إذا أذنب , كانت نكتة سوداء في قلبة فإن تاب ونزع واستغفر صقُل قلبة , و إن زاد زادت حتى تعلو قلبة فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابة ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [المطففين : 14] ( رواة الترمذي وقال حسن صحيح ) . وقال يحيى بن معاذ سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمة لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب . رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إمدانها . وترد الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عيانها . 2 ـ رحمة الخلق : فقد شكا رجل إلى رسول الله صلى الله علية وسلم قسوة قلبة فقال لة " امسح رأس اليتيم و أطعم المساكين " ( رواة أحمد وحسنة الألباني ) وفي رواية قال : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟ ارحم اليتيم , وامسح رأسة و أطعمة من طعامك , يلن قلبك وتدرك حاجتك " ( رواة الطبراني ) 3 ـ ذكر الله : قال تعالى : ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) ( الحج : 35 ) . وقال رجل للحسن : يا أبا سعيد ! أشكو إليك قسوة في قلبي ! قال : أدْنِه من الذكر . 4 ـ الدعاء : فقد كان النبي صلى الله علية وسلم يقول : " اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا على طاعتك " ( رواة مسلم ) وكان يقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ( رواة الترمذي ) . 5 ـ علاجات متفرقة : سأل رجل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ما دواء قسوة القلب ؟ فأمرتة بعيادة المرضى وتشيع الجنائز وتوقع الموت . وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقال : أدمن الصيام , فإن وجدت قسوة فأطل القيام , فإن وجدت قسوة فأقل الطعام . وسئل ابن المبارك : ما دواء القلب ؟ فقال : قلة الملاقاة . وقال عبد الله بن خبيق : خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق . وقال ابراهيم الخواص : دواء القلوب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين ** . " أعياد الصائمين " قال ابن رجب : " من يصوم في الدنيا عما سوى الله فيحفظ الرأس وما حوى ويحفظ البطن وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا , فهذا عيد فطرة يوم لقاء ربة وفرحة برؤيتة . كما قيل : أهل الخصوص من الصوام صومهم صون اللسان عن البهتان والكذب . والعارفون و أهل الأنس صومهم صون القلب عن الأغيار والحجب .*** .
[/b] [/b] | |
|